ابتكار علمي يغير مستقبل توصيل الأدوية لعلاج السرطان وأمراض القلب

في اكتشاف علمي واعد، تمكن الباحثون من تطوير جزيئات على شكل أزهار تُظهر كفاءة عالية في إيصال الأدوية إلى الأماكن المستهدفة داخل الجسم, هذه الجزيئات تتميز بإمكانية تتبعها والسيطرة عليها باستخدام تقنيات التصوير الطبي، مما يفتح آفاقا جديدة لعلاج السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

تحديات توصيل الأدوية إلى الأهداف المحددة

لطالما حاول العلماء إيجاد طرق فعالة لإيصال الأدوية إلى الأنسجة المستهدفة داخل الجسم، على سبيل المثال يمكن توصيل أدوية السرطان مباشرة إلى الأورام، مما يقلل من الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة، لتحقيق ذلك يجري البحث عن جزيئات حاملة ترتبط بالمكونات النشطة للأدوية.

المتطلبات الأساسية للجزيئات الحاملة

لكي تكون الجزيئات الحاملة فعالة، يجب أن تحقق ثلاثة شروط رئيسية:

1. قدرة امتصاص عالية: يجب أن تستوعب الجزيئات كميات كبيرة من المادة الفعالة.

2. سهولة التوجيه: يجب أن يكون بالإمكان التحكم فيها داخل مجرى الدم باستخدام تقنيات بسيطة مثل الموجات فوق الصوتية.

3. إمكانية التتبع: يجب أن تكون قابلة للرصد باستخدام تقنيات تصوير غير جراحية للتأكد من نجاح عملية التوصيل.

الجزيئات على شكل ورود: الحل الواعد

تمكن فريق بحثي من تطوير جزيئات تشبه ورود الصحراء أو الزهور الورقية الصغيرة، بقطر يتراوح بين 1 و5 ميكرومتر (أصغر قليلا من خلايا الدم الحمراء). تتألف هذه الجزيئات من بتلات دقيقة جدا تنظم نفسها بشكل ذاتي لتكوين أزهار دقيقة.

 

المزايا التقنية

1. مساحة سطحية كبيرة: البنية الورقية للجزيئات توفر مساحة سطحية ضخمة مع مسام صغيرة للغاية بين البتلات. هذا يتيح لها امتصاص كميات هائلة من المواد النشطة علاجيا.

2. سهولة التتبع: يمكن للجزيئات أن تشتت الموجات الصوتية أو تُطلى بجزيئات تمتص الضوء، مما يجعلها مرئية باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير الضوئي الصوتي.

 

تطبيقات محتملة وأبحاث مستقبلية

في تجارب مخبرية، تم تحميل الجزيئات بعقار مضاد للسرطان. بعد ذلك، تم حقنها في مجرى الدم لدى الفئران. باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، تمكن الباحثون من تثبيت الجزيئات في مواقع محددة داخل الدورة الدموية، رغم سرعة تدفق الدم.

وفقا للباحث بول فريدي، فإن الجزيئات الصلبة الجديدة توفر ميزة تحميل كميات أكبر من المواد النشطة مقارنة بالفقاعات الغازية التي كانت تُستخدم سابقًا.

 

تعديلات وتطويرات مستقبلية

يمكن تصنيع هذه الجزيئات من مواد متنوعة وتزويدها بطلاءات مختلفة حسب الاستخدام المطلوب. وأوضح الباحثون أن فعالية الجزيئات تعتمد على تصميمها وليس على المادة المصنوعة منها، حاليا يخطط الفريق لإجراء المزيد من التجارب على الحيوانات قبل الانتقال إلى تطبيقات علاجية للبشر.

 

الجزيئات على شكل ورود الصحراء تمثل ثورة محتملة في مجال توصيل الأدوية، بفضل تصميمها الفريد وإمكانية التحكم بها وتتبعها، قد تُستخدم مستقبلًا لعلاج أمراض مثل السرطان وأمراض القلب، التطويرات المستقبلية قد تفتح الطريق أمام تطبيقات علاجية واسعة النطاق تسهم في تحسين حياة المرضى.

المصدر: إضاءات الاخباري

شاهد أيضاً

أولوية الصحة والدواء: ضبط الجودة ودعم المتضرّرين

يمرّ القطاع الصحي في لبنان بظروف صعبة تضعه في مواجهة تداعيات قاتلة، وعلى أبواب العام …