إعادة التفكير في تصنيف السرطان
قد يحتاج تصنيف السرطان وتحديده في مراحله المبكرة إلى إعادة تفكير عاجلة، فقد اكتشف الباحثون أن بعض النساء الأصحاء يحملن خلايا تحتوي على السمات الرئيسية لسرطان الثدي.
الخلايا غير الطبيعية كعلامة على السرطان
تُعرف هذه الخلايا باسم “الخلايا غير الطبيعية” (أنيوبلويد)، وهي خلايا تحتوي على عدد غير طبيعي من الكروموسومات، وتعد هذه الخلايا شائعة في سرطان الثدي الغازي، ويعتقد أن هذا التوازن غير الطبيعي للكروموسومات يساعد السرطان على الانتشار والتملص من دفاعات الجهاز المناعي.
اكتشاف الخلايا غير الطبيعية في الأنسجة الصحية
الآن، يبدو أن الخلايا غير الطبيعية قد تكون موجودة حتى في غياب السرطان، وقد اكتشف الباحثون، من جامعة تكساس وكلية بايلور للطب في تكساس، هذه الخلايا في عينات من أنسجة الثدي لـ 49 امرأة صحية، باستخدام تقنيات مثل تسلسل الخلايا المفردة ورسم الخرائط الفضائية لتحديد الخلايا في أنسجة الثدي.
يقول البيولوجي نيكولاس نافين من مركز إم دي أندرسون للسرطان في جامعة تكساس: “لقد تم تعليمنا دائما أن الخلايا الطبيعية تحتوي على 23 زوجا من الكروموسومات، لكن يبدو أن هذا غير دقيق لأن كل امرأة صحية قمنا بتحليلها في دراستنا كانت تحتوي على اختلالات، مما يطرح السؤال المحير حول متى يحدث السرطان بالفعل”.
تصنيف الخلايا غير الطبيعية على أنها سرطان
ويضيف نافين: “عندما يرى باحث في السرطان أو أخصائي الأورام الصورة الجينومية لهذه الخلايا في أنسجة الثدي الطبيعية، سيصنفها كسرطان ثدي غازي”.
التقنيات المستخدمة لاكتشاف الخلايا غير الطبيعية
باستخدام تقنيات مثل تسلسل الخلايا المفردة، حدد الفريق علامات الخلايا غير الطبيعية التي كانت موجودة في حوالي 3٪ من إجمالي خلايا الثدي الظهارية التي تم تحليلها لكل امرأة. والخلايا الظهارية هي التي تبطن الجزء الداخلي والخارجي للجسم، ويُعتقد أنها المكان الذي يبدأ فيه السرطان.
التغيرات الخلوية في النساء الأكبر سنا
أظهرت معظم الخلايا غير الطبيعية تغييرات في عدد النسخ، حيث يتم نسخ أو حذف أجزاء من الحمض النووي. ويُعتقد أن هذه التعديلات بشكل خاص تؤثر على تطور السرطان. كما أن هذه التغيرات كانت أكثر شيوعا في النساء الأكبر سنا.
الخلايا غير الطبيعية وأنواع السرطان المحتملة
وكان من الملاحظ أن الخلايا غير الطبيعية كانت توجد بشكل رئيسي في خطين خلوين في الثدي مرتبطين بإفراز الحليب: “لومينال هورمون ريسبتر بوزيتيف” (LumHR) و”لومينال سيكريتوري” (LumSec). وهذا يشير إلى أن أنواعا مختلفة من السرطان قد تتطور من خطوط خلوية مختلفة.
ما تعنيه هذه الاكتشافات ليس واضحا بعد، لكن هذا يثير العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت الأنسجة الطبيعية والصحية تبدو هكذا بالفعل، وكيف يمكن تجنب النتائج الإيجابية الخاطئة، وما هي عوامل الخطر التي قد تحدد ما إذا كانت الخلايا غير الطبيعية ستصبح سرطانية.
يقول نافين: “هذا له تداعيات كبيرة ليس فقط على مجال سرطان الثدي، ولكن ربما على أنواع متعددة من السرطان. هذا لا يعني بالضرورة أن الجميع يحمل سرطانات محتملة، ولكننا بحاجة إلى التفكير في طرق لإجراء دراسات أكبر لفهم تداعيات تطوير السرطان”.
تطبيقات البحث على أنواع أخرى من السرطان
يعتقد الباحثون أن الطريقة التي استخدموها في هذا البحث قد تكشف عن خلايا غير طبيعية في أجزاء أخرى من الجسم، وتساهم في فهمنا لكيفية بدء أنواع أخرى من السرطان.
ويكتب الباحثون في دراستهم المنشورة: “من المؤكد أن العمل المستقبلي في هذا المجال سيؤدي إلى رؤى جديدة حول بدء السرطان، وسيساعد في الإجابة على السؤال الأساسي حول متى يصبح السرطان فعلاً سرطانا”.
المصدر: النهضة نيوز