لطالما كانت الموضة المَلكية مرآةً للأناقة، الرقي، والاحترام للمؤسّسة الملكية في بريطانيا. ومع مرور الوقت، أصبح أعضاء العائلة المالكة مصدر إلهام للكثيرين حول العالم في ما يتعلق بالأسلوب والأزياء. ولكن، كان هناك دائماً مَن يجرؤ على كسر هذه القواعد، وتحقيق تحول في مفهوم الموضة الملكية.
من بين أشهر الأسماء التي أثارت جدلاً في عالم الموضة الملكية، الليدي ديانا وميغان ماركل. قد لا يكون هناك شك في أن كلاً منهما تركت بصمة فريدة في عالم الموضة، لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو: مَن منهما كسرت قواعد الموضة المَلكية أكثر؟
الليدي ديانا: الأيقونة التي غيّرت مفاهيم الأزياء الملكية
الليدي ديانا واحدة من أبرز الشخصيات في التاريخ الملكي التي قلبت مفاهيم الموضة التقليدية. منذ اللحظة التي دخلت فيها عالم العائلة الملكية، كانت ملابسها محط أنظار الصحافة والمجتمع. على الرغم من أنها كانت تحترم القواعد الملكية في بداية حياتها، إلا أنها بدأت سريعاً في كسر هذه القواعد بطريقتها الخاصة.
• أسلوبها الشخصي: أصبحت الليدي ديانا أيقونة للأناقة التي تجمع بين الأسلوب التقليدي واللمسات العصرية. على سبيل المثال، كانت ترتدي فساتين بألوان غير تقليدية وغير متوقعة في المناسبات الرسمية، مثل اللون الأسود الذي كان محظوراً على النساء في العائلة الملكية في تلك الفترة.
• الملابس غير التقليدية: من أبرز اللحظات التي كسرت فيها ديانا القواعد الملكية، حين ارتدت البدلات الرجالية، الأمر الذي شكّل تحدياً لقواعد اللباس الملكية. كان ظهورها في البذلة السوداء الشهيرة في حفل العشاء في البيت الأبيض في عام 1985 مع ريغان علامة فارقة في تغيير مفهوم الأناقة الملكية.
• القبّعات الفاخرة: الليدي ديانا كانت معروفة بحبها للقبّعات الكبيرة والمزخرفة، حيث لم تلتزم بالقواعد التقليدية التي كانت تقتصر على الأنماط المحدّدة. أظهرت من خلال ذلك جاذبية وجمالًا غير تقليديين في إطلالاتها.
ميغان ماركل: تحدّي القواعد الملكية بجرأة ووعي
أما ميغان ماركل فقد أثارت جدلاً كبيراً بعد دخولها العائلة الملكية، وكان من الواضح أنها لا تخشى تحدّي القواعد الملكية والتمرّد على الأنماط التقليدية للموضة الملكية. منذ بدايتها في العائلة الملكية، قدّمت ميغان أسلوباً حديثاً وعصرياً، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات التي أحدثت تجديداً في عالم الأزياء الملكية.
• الملابس العصرية: أحد التحديات التي قدّمتها ميغان، الابتعاد عن الملابس الرسمية التقليدية لصالح الأزياء العصريّة التي تُظهر شخصيتها المستقلة. من بين هذه الإطلالات برزت الفساتين المكشوفة التي ارتدتها في بعض المناسبات الرسمية، مما أثار الجدل حول ملاءمتها للأعراف الملكية.
• اختيارات الملابس ذات الرمزية الاجتماعية: ميغان ماركل لم تكن فقط تحدياً في مجال الموضة، بل قدّمت رسالة قوية من خلال ملابسها. على سبيل المثال، ارتدت ميغان فستاناً باللون الأسود في حفل إلين ديجينيرس، وهو اختيار اعتُبر في البداية تحدياً للقواعد الملكية التي كانت تفرض ارتداء ألوان معينة في المناسبات.
• الخروج عن الأعراف: ميغان ماركل تمرّدت أيضاً على بعض القواعد المتعلقة بتسريحات الشعر والمكياج، حيث ظهرت بشكل طبيعي وبدون المكياج الثقيل الذي كانت تتمسك به بعض النساء الملكيات، وهو ما دفع الكثير من النقاد للإشارة إلى تحول عميق في أسلوب الموضة الملكية.
مَن كسرت القواعد أكثر؟
في الواقع، يمكن القول إن ميغان ماركل قد كسرت قواعد الموضة الملكية بشكل أكثر جذرية من الليدي ديانا، وذلك بسبب الاختيارات العصرية التي قدّمتها وأسلوب الحياة الذي اختارته بعد مغادرتها العائلة الملكية. بينما كانت الليدي ديانا قد بدأت في تحدّي القواعد الملكية في مجال الأزياء، فإن ميغان ماركل أخذت هذه التحديات إلى مستوى جديد من الحرية والتمرد على التقاليد.
ميغان لم تقتصر تحدياتها على الملابس فقط، بل توسعت لتشمل طريقة تفكيرها وحياتها الشخصية، مما جعل من إطلالاتها أكثر تأثيراً في تغيير مفهوم الموضة الملكية. في المقابل، كانت الليدي ديانا تحاول دائماً التوفيق بين أصولها الملكية ورغبتها في التميز، بينما اختارت ميغان الاستقلالية الكاملة عن بعض الأعراف الملكية.
بالتأكيد، قدّمت كلٌ من الليدي ديانا وميغان ماركل مساهمات لا تُنسى في عالم الموضة الملكية. بينما كانت ديانا رائدة في تقديم أسلوب الأناقة العصري ضمن الحدود الملكية، فإن ميغان ماركل كانت الأكثر جرأةً في تحطيم التقاليد الملكية المتعلقة بالموضة والأزياء. في النهاية، من الصعب تحديد مَن كسرت القواعد أكثر، لكنهما بلا شك أضافتا لمسات خاصة شكّلت مساراً جديداً في عالم الموضة الملكية.