هل تساءلت يومًا، من يضع اتجاهات الموضة؟ إنّه موضوع مثير للاهتمام، وقد يتملّكك الفضول للتعمّق أكثر في تفاصيله، خصوصًا إن كنت ملتزمة بمواكبة الموضة في شكل دائم في كلّ موسم، تريْن نفسك أما صيحات موضة جديدة، منها ما يعجبك وتتوقين لاعتماده، ومنها ما لا ترينه ملائمًا أبدًا لأسلوب الإطلالات المفضّل لديك. هذه الصيحات نفسها قد تختفي في الموسم المقبل، وبعضها قد يشقّ طريقه ليحافظ على رواجه، وغيرها يعود بعدما غاب لسنوات… فمن يقرّر ذلك؟ أوّل إجابة قد تتبادر إلى ذهنك لهذا السؤال، هي أنّ مصمّمي الأزياء هم من يضعون اتّجاهات الموضة، وهي معلومة صحيحة، ولكن ليسوا الوحيدين وراء ذلك! وفي ما يلي، سنخبرك عن المصادر الرئيسيّة الثلاثة التي تنشأ من خلالها اتّجاهات الموضة.
1- منصّات عروض الأزياء
كلّ ما نراه على منصّات عروض الأزياء، هو ثمرة أشهُر من التفكير والتصميم والخياطة، يستثمر مصمّمو الأزياء خلالها جهودًا كبيرة ليقدّموا ملابس وإكسسوارات تنطلق من خلالها الكثير من صيحات الموضة. هذه الصيحات لا تتعلّق بالألوان والتفاصيل والقصّات، إنّما أيضًا بطرق التنسيق، إذ إنّ الإطلالات المُعتَمَدة للكشف عنها، تُلهم من يحضرون العروض، من محرّرين وخبراء في تنسيق الأزياء ومؤثّرين في المجال ومشاهير، وكذلك من يتابعونها من خلال المنصّات الرقميّة. ومن هنا، تكون البداية. فعلى سبيل المثال، اكتشفنا في المواسم الأخيرة أنّ كسر القيود في سبيل التميّز بإطلالات مريحة هو أمر لن يعرّضنا للانتقاد، وذلك بعدما شاهدنا الكثير من الملابس الذكوريّة تسيطر على عالم الموضة النسائيّة، وكذلك القصّات الواسعة جدًّا، إضافة إلى عدم التقيّد بقواعد معيّنة لتنسيق قطعة ما، حيث يمكن مثلًا ارتداء البنطلون الرسميّ مع حذاء رياضيّ، بعدما كان تنسيقه محصورًا مع ذاك الذي يعكس الطابع نفسه.
2- موضة الشارع
عندما تتواجدين في عواصم الموضة، وأبرزها باريس، ولندن، ونيويورك، وميلانو، لن تتمكّني إلّا وأن تنظري إلى إطلالات الأشخاص من حولك، وخصوصًا إن كان ذلك في الفترات التي تقام فيها أسابيع الموضة. أثناء ذلك، ستستلهمين الكثير من الأفكار الجذّابة، والتي ستدفع بك لتنسجي في خيالك كيفة تعتمدينها على طريقتك، لتتوجّهي بعدها إلى تجربتها بعدما تتسوّقين الملابس والإكسسوارات التي تمنحك الإطلالات التي ترغبين بالتميّز بها. ما يميّز موضة الشارع، أنّها تثبت أنّك قادرة على الذهاب بأفكارك إلى أبعد الحدود، حيث يمكنك أن تتجرّئي بتنسيق أنماط مختلفة في الإطلالة الواحدة، وأن تنسّقي قطعًا لم تبدو سابقًا مناسبة مع بعضها الآخر، مثل قميص بولو وتنورة ضخمة!
3- المشاهير
هناك سبب وجيه لننتظر دائمًا رؤية ما ترتديه النجمات على السجّادة الحمراء، وأيضًا في الإطلالات التي ينشرنها على منصّات التواصل الاجتماعيّ، أو تلك العفويّة التي يعتمدنها في الأوقات العاديّة التي تلفت نظر مصوّري الباباراتزي… فهنّ بالنسبة لنا، مصادر نستقي منها أفكارًا لتنسيق القطع التي سبق وأن لفتتنا، أو أخرى لم سبق أن لفتتنا قبل رؤيتهنّ يعتمدنها. وعندما نتحدّث عن المشاهير، لا يكون المقصود فقط الممثّلات والمغنيّات، بل أيضًا مدوّنات الموضة اللواتي يتفرّدن بأساليب رائعة لاعتماد أكثر الصيحات رواجًا، وينجحن بأن يجعلننا ومن دون إرادة، نتصفّح حساباتهنّ كلّما أردنا ارتداء قطعة معيّنة بطريقة غير تقليديّة.
المصدر: فوغ بالعربي