الأزمة اللبنانية تلقي بظلالها على دور النشر في معرض الرياض للكتاب

المعرض يعد منصة ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة

ليست الأحداث السياسية بمعزلٍ عن الثقافة وشؤونها، إذ تَفرضُ السياسة حضورها بفاعلية على صناعة الوعي والمعرفة، ويعتقد البعض أنها مصدر معرفي يحظى بقدرة على التأثير في صياغة العقل البشري، وفي سياق ذلك حضرت تبعات أتون الصراع اللبنانية الراهنة بشكل لافت للنقاش في معرض الرياض للكتاب، وتبعات الأزمة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي تواجهها بيروت، بما في ذلك الانهيار المالي، والنزوح، وتحديات الهوية.

بائع في دار نشر لبنانية
بائع في دار نشر لبنانية

وفي إطار الجولة الميدانية لـ”العربية.نت”، بادر مثقفون لبنانيون بتقديم رؤى جديدة حول واقع الصراع اللبناني – الإسرايلي، فضلاً عن إشارتهم إلى أن التوترات الحرجة في لبنان تتمتع بقدرة على التأثير الثقافي في المجتمع اللبناني، مؤكدين أهمية الكتاب بوضوح في توثيق هذه المرحلة الراهنة من التاريخ اللبناني، حسب ما يعقتدون.

وفي أنحاء معرض الرياض الدولي، يلحظ المتجول في أرجاء المكان الاهتمام اللافت من قبل دور النشر اللبنانية المشاركة في الترويج للكتب التي تتناول الأزمة اللبنانية من جوانب مختلفة، مثل دار الساقي التي تُقدم مجموعة من الكتب الأدبية والسياسية التي تناقش الأوضاع اللبنانية، فضلاً عن دار ممدوح عدوان – التي تركز على الأدب والشعر الذي يتناول قضايا الأزمة، بجانب دار النهار – تُصدر كتبًا توثيقية وأدبية تسلط الضوء على الواقع اللبناني.

وتمنح الكتب المشاركة في دور النشر فرصة لتوفير فهم أعمق لواقع الأزمة اللبنانية وامتدادات الصراع، بجانب الرؤى المتعددة حول التحديات التي يواجهها البلد، وتتجسد معظم تلك الكتب في السياسة والتاريخ على غرار: “لبنان: التاريخ، السياسة، المجتمع” – يستعرض تاريخ لبنان الحديث وتحولات المجتمع والسياسة، بجانب الاقتصاد اللبناني: التحديات والحلول” – إذ يتناول الوضع الاقتصادي وتأثير الأزمات المتعاقبة، فضلاً عن “حكايات من تحت الرماد” – مجموعة من السرديات الشخصية التي تروي تجارب اللبنانيين خلال الأزمة، بجانب “المجتمع المدني في لبنان” – وهو كتاب يناقش دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الأزمات، و”الأدب اللبناني في زمن الأزمات” – يحلل كيف عكست الروايات والشعراء واقع الأزمة.

في غضون ذلك، أعرب عدد من العاملين في دور النشر اللبنانية عن أهمية الموقف السعودي في إطار الوقوف بجانب الشعب اللبناني في خضم أزمته، وذكر محمد القاروط من دار الفارابي: السعودية تقف موقف مشرف لدعم لبنان واللبنانين، وفي دعم الاستقرار السياسي في لبنان، ووساطتها بين الأطراف المختلفة”.

وتمنّى أن تنتهي الأزمة في لبنان سريعاً، وألّا تنقطع صلة القراء العرب والسعوديين بما تُنتجه دور النشر والطباعة اللبنانية، وأن تؤول كل الظروف لصالح الخير والمعرفة والإنسان في كل الأحوال ، وتدعم فعاليات معرض الرياض للكتاب فرص التواشج الثقافي والاتصال المعرفي بالآخر، ويُعد المعرض الحدث الثقافي الأبرز في المملكة وخارجها، ومنصة ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات ودور النشر المحلية والدولية مع القراء والمهتمين بشؤون الثقافة ومجالات المعرفة.

المصدر: العربية

شاهد أيضاً

نوبل الآداب للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ

مُنحت جائزة نوبل الآداب لسنة 2024، الخميس، في ستوكهولم، للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ البالغة …