تعد Cerebras وd-Matrix وGroq  من بين مجموعة من الشركات الصغيرة التي تهدف إلى الاستحواذ على حصة من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات من شركة  إنفيديا، والتي هيمنت حتى الآن على الموجة الأولى من الاستثمار بوحدات معالجة الرسوميات الخاصة بها، أو وحدات معالجة الرسوميات، بحسب تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.

تركب تلك الشركات موجة التوقعات بأن الطلب على “الاستدلال” بالذكاء الاصطناعي – قوة الحوسبة اللازمة لنماذج مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google لتوليد الاستجابات للاستفسارات – سوف ينمو بشكل كبير مع تزايد شعبية برامج الدردشة وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

  • أصبحت وحدات معالجة الرسوميات Hopper من Nvidia، والتي تناسب بشكل جيد مهمة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عالية الأداء والتي تتطلب موارد كثيرة، واحدة من أكثر السلع طلبًا في العالم.
  • وتركز شركات Cerebras وd-Matrix وGroq بدلاً من ذلك على رقائق أرخص وأكثر تخصصًا مصممة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
  • شركة Cerebras

    أعلنت شركة Cerebras يوم الثلاثاء عن منصتها الجديدة “Cerebras Inference”، والتي تعتمد على شريحة CS-3. وتزعم الشركة أن حلها أسرع 20 مرة من الجيل الحالي من شرائح Hopper من إنفيديا في الاستدلال بالذكاء الاصطناعي، وبجزء بسيط من السعر. تستشهد الشركة كذلك بالاختبارات التي أجراها مزود تحليلات المقارنة Artificial Analysis.

    ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة Cerebras ، أندرو فيلدمان، قوله: “(..) في تجربتي، فإن المنتجات الأفضل تفوز عادة، وقد استحوذنا على عملاء مهمين من إنفيديا”.

    تتجنب شريحة CS-3 استخدام شريحة ذاكرة منفصلة عالية النطاق الترددي، والتي تستخدمها شركة إنفيديا، وبدلاً من ذلك، تقدم بنية بديلة مع ذاكرة مدمجة مباشرة في رقاقة الشريحة.

    وقال فيلدمان إن القيود المفروضة على نطاق عرض الذاكرة تشكل قيدًا أساسيًا على سرعة الاستدلال في شريحة الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن الجمع بين المنطق والذاكرة في شريحة كبيرة واحدة يؤدي إلى نتائج “أسرع بعشرات المرات”.

شركة d-Matrix

كما بدأت شركة d-Matrix، التي أسسها سيد شيث في العام 2019، جولة تمويلية جديدة بعد أقل من عام من جمعها 110 ملايين دولار في جولة تمويلية من الفئة B بقيادة صندوق Temasek المملوك للدولة في سنغافورة.

تستهدف الشركة جمع 200 مليون دولار أو أكثر في وقت لاحق من هذا العام أو أوائل العام المقبل، وفقًا لشيث.

 وشركة d-Matrix في مرحلة مبكرة من عملية جمع الأموال وقالت إن الرقم النهائي الذي تم جمعه قد يتغير.

وتخطط الشركة لإطلاق منصة الرقائق الخاصة بها، Corsair، على نطاق واسع في نهاية هذا العام. وقال شيث إن الشركة تقرن منتجاتها ببرمجيات مفتوحة مثل Triton، التي تتنافس مع Cuda من  إنفيديا، وهي منصة برمجيات واسعة الاستخدام توفر الأدوات للمطورين لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحسين أداء رقائقها.

ويدعم أكبر عملاء إنفيديا استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر مثل تريتون. ويقول شيث: “لا يحب مطورو التطبيقات أن يلتزموا بأداة واحدة بعينها، وقد أدرك الناس أن إنفيديا تتمتع بقبضة قوية على كودا فيما يتصل بالجانب التدريبي”.

شركة Groq

تمكنت شركة Groq، وهي شركة أخرى منافسة لاستدلال الذكاء الاصطناعي يقودها عضو مؤسس سابق لفريق وحدة معالجة الموتر في غوغل، من جمع 640 مليون دولار هذا الشهر من المستثمرين بقيادة BlackRock Private Equity Partners، بتقييم 2.8 مليار دولار.

فيما حذر أحد المستثمرين المغامرين من أنه على الرغم من الضجة المحيطة بالقطاع، فإن الشركات الناشئة في مجال أشباه الموصلات واجهت وقتًا عصيبًا في اقتحام السوق.

اشترت شركة سوفت بنك شركة صناعة الرقائق جرافكور الشهر الماضي مقابل ما يزيد قليلاً عن 600 مليون دولار، وهو أقل من حوالي 700 مليون دولار جمعتها الشركة من رأس المال الاستثماري منذ تأسيسها في عام 2016، وفقًا لأشخاص مطلعين على الصفقة.

كما تأسست شركة Groq وCerebras في عام 2016. وقال بيتر هيبرت، المؤسس المشارك والشريك الإداري في شركة Lux Capital :

  • كانت هناك رغبة لا تشبع تقريبًا من المستثمرين العموميين في العثور على “إنفيديا التالية” ودعمها.. لا يتعلق الأمر فقط بمطاردة أحدث الاتجاهات.
  • كما يستفيد من هذا الزخم عديد من الشركات الناشئة في مجال الرقائق الممولة من رأس المال الاستثماري والتي كانت تعمل بجد منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
الذكاء الاصطناعي
سباق عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي

هيمنة إنفيديا

من جانبه، قال الخبير التكنولوجي، محمد الحارثي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن هيمنة شركة “إنفيديا” على سوق الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي تعد واحدة من أبرز القضايا في صناعة التكنولوجيا اليوم، موضحاً أن “إنفيديا” تمكنت من السيطرة على هذه السوق بفضل معالجاتها الرسومية القوية مثل سلسلة A100 وH100، التي أصبحت الخيار الأول لعديد من الشركات الكبرى والمختبرات البحثية.

وأشار الحارثي إلى أن هيمنة “إنفيديا” تعود إلى عدة عوامل رئيسية؛ منها التكنولوجيا المتقدمة التي توفر أداءً فائقًا في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. كما أن أدواتها البرمجية مثل  CUDA تسهم في تسهيل تطوير التطبيقات، مما يعزز من جاذبية استخدام تقنيات الشركة. وأضاف أن الشركة نجحت في بناء نظام بيئي متكامل يجمع بين العتاد والبرمجيات، مما يجعل الشركات تفضل الاستمرار في الاعتماد على حلولها.

ورغم هذه الهيمنة، أكد الحارثي أن “إنفيديا” تواجه تحديات من منافسين مثل AMD وIntel، الذين يسعون لتطوير رقائق جديدة تعتمد على تقنيات مختلفة. كما أن شركات ناشئة مثل Graphcore وCerebras تعمل على تطوير رقائق خاصة بالذكاء الاصطناعي، مما قد يفتح المجال لمنافسة قوية. ولفت الحارثي إلى أن الدعم الحكومي لبعض الشركات المحلية، مثل “هواوي” في الصين، يعزز هذه الديناميكية التنافسية.

وختم الحارثي تصريحاته بالقول إنه رغم أن كسر هيمنة “إنفيديا” قد يكون صعبًا في المدى القريب، إلا أن التطورات المستمرة في هذا المجال قد تمنح المنافسين فرصة لتحقيق حصة أكبر في السوق على المدى المتوسط والطويل.

نتائج إنفيديا

وأعلنت شركة إنفيديا، الأربعاء بعد الجرس، عن أرباحها  للربع الثاني، التي فاقت توقعات وول ستريت، وقدمت توجيهات أقوى من المتوقع للربع الحالي.

  • ربحية السهم: 68 سنتًا معدلة مقابل 64 سنتًا متوقعة.
  • الإيرادات : 30.04 مليار دولار مقابل 28.7 مليار دولار متوقعة
  • تتوقع الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 32.5 مليار دولار في الربع الحالي، مقابل 31.7 مليار دولار توقعها المحللون، وهذا يعني زيادة بنسبة 80 بالمئة مقارنة عن نفس الفترة من العام السابق.
  • تستمر الإيرادات في الارتفاع لدى شركة صناعة الرقائق، حيث ارتفعت بنسبة 122 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع، بعد ثلاث فترات متتالية من النمو السنوي بنسبة تزيد عن 200%.
  • ارتفع صافي الدخل بأكثر من الضعف إلى 16.6 مليار دولار.

ووفق تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه، فقد كانت شركة إنفيديا المستفيد الرئيسي من طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية. وقد ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 150بالمئة هذا العام بعد ارتفاعها بنحو 240 بالمئة في العام 2023. وتجاوزت قيمتها السوقية مؤخراً 3 تريليون دولار، وكانت إنفيديا لفترة وجيزة الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم، رغم أنها الآن في المرتبة الثانية بعد أبل الآن.

وارتفعت إيرادات أعمال مركز البيانات لدى إنفيديا، والتي تشمل معالجات الذكاء الاصطناعي، بنسبة 154 بالمئة مقارنة بالعام السابق إلى 26.3 مليار دولار، وهو ما يمثل 88 بالمئة من إجمالي المبيعات. كما تجاوزت توقعات ستريت أكاونت البالغة 25.24 مليار دولار.

لا تتعلق كل هذه المبيعات بشرائح الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت شركة إنفيديا يوم الأربعاء أن 3.7 مليار دولار من الإيرادات جاءت من منتجات الشبكات التي تنتجها الشركة.

وتستهدف معظم أعمالها مجموعة من مقدمي خدمات الحوسبة السحابية وشركات الإنترنت الاستهلاكية بما في ذلك مايكروسوفت وألفابت وميتا وتيسلا. وتستخدم شرائح إنفيديا، مثل H100 وH200، في الغالبية العظمى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT من OpenAI.

الذكاء الاصطناعي
تريليون دولار إضافة الـAI للاقتصاد العالمي بحلول 2030

منافسون

في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، قال استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K، عاصم جلال، إن “إنفيديا” تواجه منافسة من عدة شركات مثل  Groq الناشئة لأشباه الموصلات، وشركة كوالكوم وإنتل وهواوي، غير أنها ما زالت تتصدر السوق بفضل تقنياتها المتقدمة.

ولفت في الوقت نفسه لفت إلى لاعب رئيسي قد يشكل تهديدًا لـ”إنفيديا” وهو “سام ألتمان” مؤسس شركة أوبين إيه آي، الذي يسعى من خلال مشروع “جي بي تي” إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحاً أن تطوير دائرة متخصصة لتشغيل “جي بي تي” قد يمنحها ميزة تنافسية كبيرة، ويضع “إنفيديا” أمام تحدٍ حقيقي إذا ما تم تنفيذ هذا المشروع بنجاح.

كما يُبرز في السياق شركة “هواوي” والتي قال عنها إنها رغم تأخرها تكنولوجيًا مقارنة بالمنافسين الآخرين في هذا المجال، فقد بدأت تحقق تقدمًا ملحوظًا في سياق تصنيع الرقائق، خصوصًا تلك الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأشار جلال إلى أن “هواوي” تستفيد من الاستثمارات الصينية الضخمة في مجال التكنولوجيا لكسر الاحتكار الأميركي، مما يمنحها فرصة لتعزيز مكانتها في السوق، خاصة في الأسواق التي تواجه حظرًا على استخدام التكنولوجيا الأميركية، مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الدول التي تجد في أسعار التكنولوجيا الأميركية عقبة أمامها. وأكد جلال في ختام تصريحاته أن “هواوي” تسعى للاستفادة من هذا الزخم لتقديم منتجات تنافسية من حيث السعر والجودة، مما قد يمكنها من اللحاق بـ”إنفيديا” في المستقبل القريب.