العيون على إطلالات بيلا حديد.. الدمية الهاربة من عالم وردي

نحن لا نتعلم الرقي بل نولد به.. حكمة نعرفها وتنطبق على السوبر موديل بيلا حديد، فخلف هاتين العينين الملونتين وتلك البشرة العاجية والقوام المتكامل تختبئ قصص حزينة وسلسلة من المعاناة، تستغلها بيلا حديد بحنكة المحارب، لتولد من جديد وفي كل مرة على منصات العروض، كطائر فينيق ينفض رماده ليكشف عن إطلالات أبهى من سابقاتها. وكأن الحياة تمنح بيلا في كل مرة تطل فيها تألقاً. تعرفي معنا إلى بيلا حديد الباربي الهاربة من عالمها الوردي.

على الخشبة وفي أسابيع الموضة العالمية، تتألق الكثير من العارضات بأزياء وصيحات جديدة يروجنها من خلال مشيتهن، ولكن قلة منهن ينجحن في الإطلالة بأزياء بطابع فنتدج، ويتركن أثراً بالغاً يجعل الناظرات إليها يرغبن تجربة تلك الأزياء ليتألقن مثل بيلا حديد Bella Hadid على مسرح الحياة. ولهذا السبب أعددنا لك سيدتي أجمل الإطلالات الفنتدج التي تألقت من خلالها بيلا وسرقت الأنظار على مر السنوات التي أطلت فيها ضمن عروض الموضة العالمية، لتثبت وفي كل مرة تمر فيها على الخشبة بأن العارضات كثيرات ولكن ثمة “بيلا” واحدة…

كل العيون على بيلا فما الذي ارتدته لتسحرنا هكذا؟

في حياة الكثيرين ثمة أيام وردية وإطلالات بنفسجية حالمة، وهناك أيام رمادية ونساء كالغيوم يعشقن هذا اللون ويتماهين معه، وأخريات رومانسيات يتشحن بالأبيض أو كئيبات يحدّدن إطلالاتهن بالأسود، ولكن بالنسبة لبيلا حديد Bella Hadid تلك الشابة التي بدأت مسيرتها في عرض الأزياء في سن السادسة عشرة، فالحياة قيمة ويجب أن تتضمن رسالة لا تحتمل التأويل.

تألقت بيلا حديد بفستان من بالنسياغا Balenciaga بطابع فنتدج راقٍ من الكريب الزمردي الذي يتناغم مع لون عينيها، ويتسم بفيونكة ضخمة عند صدره الخالي من الأكمام وهو منسق مع قفازات من المطاط الأسود، وقد انتعلت الحذاء العالي الأسود المنفذ من الغروغران الراقي؛ واعتمدت تسريحة شينيون مشدودة لمزيد من الرقي.

بيلا في إطلالات من وحي الثمانينيات

كما تألقت بيلا حديد في عرض توم فورد لصيف 2023 مرتدية فستاناً ميتاليكياً من الذهب البرونزي ويتسم بتوب بتقنية ملفوفة حول العنق وتنورة ضيقة مستقيمة وتزدان بشق مفتوح نحو الأعلى بجرأة، وقد توجت إطلالتها التي خطفت فيها الأنظار عن غيرها بشعر مجعد غجري وحذاء بلاتفورم من الأمام معدني اللون من الجلد اللامع.

بيلا حديد والأسود الكلاسيكي

الحياة مرآة واضحة كعين الشمس، وتراها بيلا حديد باللونين الأبيض والأسود، ولذا فهي تتألق بهذين اللونين فقط، كيفما حلت ولعله السبب الذي يدفع بالمصممين الى تخصيص الأزياء بهذين اللونين لها على منصة العرض لأنها ملكة بالأسود والأبيض. عانت العارضة بيلا حديد وحدها وبين جدرانها الأربعة من مرض “لايم” المرتبط بفقدان المناعة، وتجاوزت محنتها بمساعدة والدتها يولندا حديد، من دون أن تستجدي عطف جمهورها الذي كان يراها تلك المرأة الحديدية المناضلة في سبيل أفكارها وآرائها. كما عانت من الكآبة واضطرابات الأكل والنوم، فلطالما كان الناس يقارنونها بشقيقتها جيجي الشقراء والحسناء، ولكنها استطاعت رغم عقدة النقص التي غُرست في لاوعيها وقلة الثقة بالذات، من شق مسيرتها في عرض الأزياء باحتراف مهني عالٍ.

بيلا حديد في إطلالة من الستينيات من لانفان

ما دفع المصممين إلى التعامل معها ليس فقط جاذبيتها التي تكمن في عينيها الخضراوين وبشرتها السمراء، بل في روحها المرحة وابتسامتها المتواضعة، فبيلا مرحة وتتعامل بذكاء مع المواقف المحرجة على المنصة بسلاسة، وهي صديقة لكل العارضات وشبهها المصمم مايكل كورس Michael Kors بالسوبر موديل جيزيل نوندشين Gisele Bundchen التي تتعامل باحتراف عالٍ على الخشبة وفي الحملات الإعلانية المصورة. وتتمتع تركيبتها الجينية بحس راقٍ وملامح أرستقراطية نفتقر إليها في عصر السوشال ميديا الذي نزع الوهج عن العارضات السوبر موديلز، لصالح المؤثرات. لعل هذا هو السبب الذي دفع برواد مواقع التواصل إلى الادعاء بأن بيلا أجرت العديد من الجراحات التجميلية، وخضعت للحقن بالبوتوكس والفيلر، في حين أن العارضة سبق وأعلنت عن خضوعها فقط لعملية تجميل لأنفها ندمت عليها لأن النتيجة كانت شبه مماثلة لشكل أنفها القديم.

طراز الخمسينيات يتألق على بيلا حديد

تماماً كنجمات الشاشة الفضية العربية تألقت بيلا حديد في فستان يزدان بأكتاف محشوة بالإسفنج منقط بالأحمر ويتميز بأكمام نصفية منفوخة، وقصة منسدلة وهو منسق مع حذاء من الساتان الأحمر المزود بمشبك مجوهر. وقد توجت إطلالتها بأكسسوار للرأس يضفي الرقي على إطلالتها الهوليوودية التي تعود بنا إلى الزمن الجميل.

الألفية الجديدة وطراز البدلة من بيلا حديد

ولهواة الموضة الصامتة إليك إطلالة لبيلا حديد بطابع فنتدج كلاسيكي من رالف لورين Ralph Lauren تتألف من بليزر بقصة رسمية مع قميص أبيض وسروال كلاسيكي أسود اللون وانتعلت حذاء الباليرينا الذي يعتبر الأكسسوار الأكثر رواجاً هذا العام.

الطراز المحتشم بأسلوب إيطالي

في سن الرابعة عشرة عملت بيلا قبل الشهرة في متجر لبيع العصير حيث كانت تتقاضى 7دولارات عن ساعة العمل الواحدة، فوالداها كانا مهاجرين من الشرق الأوسط ولهذا فهي اليوم تقدّر قيمة المال ولا تزال ترتاد سوق Rose Bowl الشعبي في كل يوم أحد من كل شهر، لابتياع ما تحتاجه على الرغم من خزانتها الملأى بهدايا من المصممين والدور الراقية.. هذه هي بيلا وهذا هو مفهومها للأناقة.. أن تعيش ببساطة وترتدي ما تشعر بالراحة فيه سواء أكان معاد التدوير أو من سوق شعبي أو ممهور بتوقيع عالمي، فما يهم هو الروح وليس الجسد. ولعل هذا هو السبب الحقيقي الذي دفع بالعارضة الى اختيار فستان فنتدج أسود خلال مهرجان كان السينمائي العام الماضي صممه الراحل جياني فرساتشي في العام 1986، فالفنتدج هو أسلوب حياة ومبدأ وليس مجرد صيحة أو ترند، كما يمثله بالنسبة للبعض من زميلاتها.

طراز الباروك كما قدمته بيلا حديد

وفي عرض دار موسكينو لخريف 2022، بدت بيلا حديد راقية بفستانها الميدي الأسود يكاد للوهلة الأولى، يوحي بأنه تصميم لدار سكياباريللي خاصة لدى الاستعانة بفتحة عند الصدر على شكل ثقب مفتاح مزخرف باللون الذهبي. ونسقت معه حذاء بطبعات برية مزخرف بمشبك مجوهر.

 

بيلا حديد باربي القرن الحادي والعشرين تخرج من العالم الوردي

كدمية باربي عصرية أطلت بيلا حديد في عرض موسكينو بفستان من الباستيل الوردي المزدان بقماش ميتاليكي وتوجته بتسريحة فنتدج بطراز الستينيات القصيرة والمشبعة بالرذاذ المثبت للشعر لنفخه، وهو أسلوب كانت تعتمده السيدات في تلك الحقبة.

الأربعينيات بطراز بيلا حديد

مما لا شك فيه أن الحياة البوهيمية الراقية التي قضتها بيلا مع والدها محمد الذي كان يعمل كمتعهد وسمسار لمنازل الأثرياء في كاليفورنيا، ساهم في تعزيز انعدام الاستقرار في حياتها، فأن تعيش متنقلاً بين البيوت التي تحتاج إلى ترميم قبل أن تباع للأثرياء لا يولد الأمان بالنسبة للطفلة بيلا. ولهذا يمكننا فهم التزامها بالإطلالات الكلاسيكية المونوكروم مع تسريحة الشينيون كاختيار هذا الفستان الأسود المزدان بوردة كبيرة، وانتعلت معه الحذاء الأسود المونوكروم الراقي.

بيلا حديد وحقبة الشاشة الفضية الذهبية

ففي العام 2011 تزوجت والدتها من المؤلف المعروف دايفيد فوستر وبدأت تصوير مسلسل الواقع The Real Housewives Of Beerly Hills، حيث كانت تختبئ مع شقيقتها بيلا في الطابق الأعلى خلال التصوير، وكانت تحلم يوماً بأن تصبح مصورة معروفة بدل اقتناء حقيبة بيركن Birkin، وحذاء من لوبوتان Louboutin كما زميلاتها في الدراسة، فالحلم باقتناء تصاميم راقية كان بعيد المنال ورفاهية قصوى بالنسبة إليها. واليوم، تسعى بيلا حديد إلى التركيز على مسيرتها المهنية وتجاوز المتاعب الصحية التي تخطتها بمساندة عائلتها، ولطالما صرحت بأن الموضة سيف ذو حدين فإما تكسرك أو تقويك، وفي الحب هناك دائماً شجن كما تقول بيلا حديد، ولكن لا يجب أن ندع اليأس يسيطر علينا. تلك هي حكمة بيلا التي خرجت منها بعد التجارب المريرة التي خاضتها.

 

المصدر : سيدتي