سر التهام أمراض المناعة الذاتية النساء أولا

تقسم أمراض المناعة الذاتية إلى نوعين أحدهما يصيب عضواً واحداً كالغدة الدرقية والثاني يطاول نظام الجسم كاملاً أي أعضاء عدة في الوقت نفسه، وفي الحالتين تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بها.

يجزم الأطباء أن أكثر من 100 نوع من أمراض المناعة الذاتية المترتبة عن خلل يهاجم فيه الجهاز المناعي الأنسجة والأعضاء السليمة بدلاً من الفيروسات والبكتيريا والأجسام الغريبة، تصيب في نسبتها الكبرى النساء لأسباب صحية باتت معروفة.

ليس هذا وحسب، بل إن هناك أمراضاً أخرى تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة بها مثل الصداع النصفي والاكتئاب، إذاً مع ثبوت علمياً أن النساء هن أكثر عرضة لمواجهة خطر الإصابة بهذه الأمراض، فهل أصبح من الممكن اتخاذ إجراءات بعينها تسمح بالوقاية منها؟

عندما يهاجم الجسم نفسه

المناعة عبارة عن جهاز في جسم الإنسان هدفه حمايته من كل ما يأتيه من الخارج ويبدو غريباً عنه مثل الفيروس والبكتيريا وغيرها، وفق ما يوضحه رئيس قسم أمراض الجهاز العصبي في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” في بيروت البروفيسور حليم عبود.

ونظام المناعة عبارة عن مجموعة من الآليات، ومن الممكن أن يحصل خلل معين فيه يؤدي به إلى إفراز بروتينات في مواجهة الجسم بدلاً من مواجهة ما يأتيه من الخارج، وفي هذه الحال يحارب الجسم أجزاء منه بدلاً من مواجهة جسم غريب من الخارج، كما يحصل في التصلب اللويحي مثلاً، إذ يحارب جهاز المناعة المادة البيضاء.

وبحسب عبود فإن التصلب اللويحي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب المرأة بمعدلات كبرى، وبصورة عامة تعتبر النساء بين عمر 20 و45 عاماً أكثر عرضة للإصابة به، مقارنة بمعدلاته بين الرجال.

ومع التطور الطبي الحاصل تعطى أدوية موجهة لجهاز المناعة للرجل والمرأة على حد سواء، لكن بالنسبة إلى النساء قد يكون المسار العلاجي أكثر دقة، ففي حال الحمل من الطبيعي أن تؤخذ أية أدوية تلك الحالة بعين الاعتبار والتحقق ما إذا كانت مسموحة للحامل تناولها أو لا، بالاستناد إلى الدراسات والتجارب، كما يقول الطبيب المتخصص في أمراض الجهاز العصبي.

ويضيف، “إذا كانت المرأة في سن الإنجاب فهناك أدوية قد لا تسمح لها بالإنجاب قبل مرور فترة معينة، ولذلك يعتبر وضع المرأة مختلفاً في معالجة أمراض المناعة الذاتية التي تعتبر أكثر عرضة لها، وهذا ما يجب أن يؤخذ دائماً بعين الاعتبار عند معالجتها”.

ويوضح الطبيب عبود أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية لسببين رئيسين، أولهما الهرمونات والتقلبات المستمرة فيها، وثانيهما العامل الوراثي، إذ إن للمرأة النوع نفسه من صبغيات الجنس (XX) فيما يحمل الرجل (XY)، ويعتبر الكروموزوم (X) مسؤولاً عن كل ما له علاقة بالمناعة، وبما أن المرأة تحمله بشكل مضاعف فإنها أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

استعداد جيني وعوامل أخرى

صحيح أن ثمة استعداداً جينياً يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، لكن الطبيب الاختصاصي في الطب الداخلي في لبنان البروفيسور فادي حداد يؤكد أنه في أي من الأمراض الجينية لا يكفي الاستعداد الجيني وحده لظهور المرض، بل تؤدي عوامل معينة ترتبط بالمحيط إلى ذلك في وقت من الأوقات.

ويرى أنه قد تتنوع العوامل المرتبطة بالبيئة والمحيط والتي تسهم في ظهور مرض بوجود الاستعداد الجيني، وينطبق ذلك على أمراض المناعة الذاتية ومنها التوتر والهرمونات والالتهابات وتلقي لقاح معين أو تناول أدوية معينة، وكلها عوامل مرتبطة بالمحيط ويمكن أن تسهم في تحريك المرض الموجود أصلاً بسبب الاستعداد الجيني.

المصدر : عربية Independent

شاهد أيضاً

تسجيل 44 اصابة بالحصبة في نيو برونزويك

هلا كندا – تم تسجيل 44 حالة من مرض الحصبة في نيو برونزويك، والذي بدأ …