في أسبوع الموضة في باريس لخريف 2024 بيومه الثالث، كشف المصمّمون عن مجموعاتهم الراقية للموسم المقبل، واضعين المرأة من خلالها أمام خيارات رائعة من التصاميم الأنيقة.
في اليوم الثالث من أسبوع الموضة في باريس لخريف 2024 للأزياء الراقية، أطلقت الدور العالميّة مجموعاتها، واكتشفنا معها صيحات جديدة لا تقلّ روعة عمّا رأيناه في اليوم الأوّل من الفعالية، وفي الذي تلاه. كثيرة هي التصاميم التي لفتتنا، فساتين السهرة المُطرّزة، مرورًا بتلك المزيّنة بالكشاكش، وصولًا إلى ما يسلّط الضوء على منحنيات الجسم… قصّات رائعة خصّتك بها أرقى الدور، وعزّزتها بتفاصيل استثنائيّة برزت على أفخم الأقمشة الني رسمت لوحات بألوان ملكيّة حينًا، وحيويّة حينًا آخر، لتتألّقي في أهم المناسبات بإطلالات استثنائيّة. فإليك لمحة عمّا قدّمه المصمّمون في اليوم الثالث من أسبوع الموضة.
“بالنسياغا”
في المجموعة الراقية الرابعة التي صمّمها “ديمنا” منذ أن تبوّأ منصب المدير الإبداعيّ لدى “بالنسياغا”، دمج لمساته بشكل متوازن مع الهوية الراسخة في الدار منذ أن أسّسها “كريستوبال بالنسياغا”. من هنا، برزت صيحات اشتهر مصمّم الدار بابتكارها، مثل أغطية الرأس المتقنة والأكمام، لكن بدلًا من الأقمشة التي اعتمد عليها، مثل الجازار، اختار “ديمنا” تلك التي استخدمها هو في السنوات العشرة الأخيرة في مسيرته في عالم الأزياء، مثل الجلود والدنيم. تألّفت المجموعة من بدلات رياضيّة، وسراويل وسترات وفساتين من الدنيم، وتصاميم “تيشيرت” واسعة جدًّا، وتألّقت في نهاية العرض فساتين برز الإبداع فيها من حيث القصّات التي أظهرتها وكأنّها منحوتة، وتداخل أكثر من نوع من الأقمشة في التصميم الواحد.
زهير مراد
كما الغابات التي تولد من جديد بعد احتراقها، وكما اللبؤات الجريحة التي تحتضن جروحها وتنطلق بشجاعة، هكذا هي امرأة زهير مراد التي تعود دائمًا أقوى وتتوجّه لتكون هي من يتحكّم بمصيرها، من دون أن تسمح لأي أحد أو شيء بإعاقة طريقها. من هذا المنطَلَق، صمّم زهير مراد فساتين تتميّز بفتحات وغرزات وتطريزات توحي إلى الندوب، وبزخارف ترمز إلى جلود الثدييات المتمتّعة بغريزة أنث
ويّة للبقاء على قيد الحياة، وغير ذلك من التفاصيل التي تذكّر بكلّ امرأة اجتازت رحلة طويلة لتصل إلى أهدافها. هذا يتجسّد أيضًا في لوحة ألوان تجمع بين القرمزيّ والأحمر والبرتقاليّ والبنيّ والرماديّ المعزّز بالفضيّ، وغيرها من التدرّجات التي بدت أكثر فخامة مع أقمشة تنوّعت بين الشيفون الناعم والساتان والحرير والكريب والتول والمخمل، لتكون النتيجة فساتين بتصاميم ملوكيّة.
إيلي صعب
لمّح إيلي صعب في مجموعته الراقية الجديدة إلى جانب أكثر غموضًا وبذخًا من الأنوثة، فأخذنا برحلة إلى عالم القوطيّين، مع ألوان داكنة تألّقت في القسم الأوّل من العرض، وهي الأسود والزيتيّ والبرغنديّ والبنفسجيّ الداكن، قبل أن يكشف عن تصاميم بتدرّجات أنثويّة فاتحة في القسم الثاني منه، مثل البيج والذهبيّ الناعم والزهريّ الفاتح. وعلى امتداد الأقمشة الفاخرة، مثل المخمل والأورغنزا والشيفون، تألّقت التفاصيل التي جعلت الإطلالات أكثر فخامة، وأبرزها الريش والتطريزات المعزَّزة بجمال الأحجار اللامعة والأزهار الكبيرة التي زيّنت الكتف في بعض الفساتين، والخصر أو العنق في أخرى.
“فيكتور أند رولف”
منذ 26 عامًا، قدّم “فيكتور هورستنغ” و”رولف سنورن” مجموعتهما الراقية الثانية، واستوحياها آنذاك من شكل الغيمة الناتج عن انفجار القنبلة النوويّة، فارتدت عارضاتهما وسائد حول العنق، وتميّزت التصاميم بالأشكال الغرافيكيّة. ولتصميم مجموعتهما الجديدة، تذكّرا ذلك، فقرّرا خياطة تصاميم لا تشير إلى معاني معيّنة، واعتمدا على الأشكال التجريديّة الهندسيّة، من المستطيلة إلى الكرويّة والمثلّثة، فكانت النتيجة أزياء مبالَغ بأحجام التفاصيل فيها، إنّما تعكس إبداع المصمّميْن ورغبتهما الدائمة بأن يكونا السبّاقيْن بتقديم ما هو بعيد عن المألوف.