“إطلاق مشروع “تعزيز تعلم وتعليم الفرنكوفونية في لبنان بالتعاون بين اليونسكو ووزارة التربية

رعى معالي وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة حفل إطلاق مشروع “تعزيز تعلم وتعليم الفرنكوفونية في لبنان”. هذا المشروع المموّل من قبل صندوق “التعليم لا ينتظر” والمدعوم من قبل السفارة الفرنسية في لبنان ووزارة التربية والتعليم العالي، والمصمّم من قبل منظمة اليونسكو، وبالتحديد مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية –بيروت، يهدف الى تعزيز جودة وفعالية التعلم والتعليم باللغة الفرنسية للطلاب اللبنانيين وغير اللبنانيين الملتحقين بالمدارس الرسمية اللبنانية.

حضر حفل الإطلاق الذي أقيم في وزارة التربية والتعليم العالي، مدير عام وزارة التربية السيد فادي يرق، ممثلا الوزير مروان حمادة، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومدير الشؤون الإنسانية فيليب لازاريني، وسفير فرنسا في لبنان برونو فوشي، ومديرة “التعليم لا ينتظر” ياسمين شريف ومدير مكتب اليونسكو في بيروت الدكتور حمد الهمامي، وعدد من المشاركين رفيعي المستوى، بما في ذلك: ممثلين عن المؤسسات التعليمية وعن المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وعن معاهد تدريب المعلمين وجامعات ومراكز بحوث.

تخلّل حفل الإطلاق جلسة حوار رفيعة المستوى تولّى إدارتها السيد فيليب لازاريني وتحدّث فيها كل من السيد فادي يرق، والسفير برونو فوشي والدكتور حمد الهمامي والسيدة ياسمين شريف.

في مداخلته، قال السيد يرق “لدى الشعب اللبناني ارتباط قوي بالثقافة الفرنسية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا. إنّ تمثّل اللبنانيين بالثقافة الفرنسية حصل بشكل عفويّ وحرّ، واستمرّ بثقة وولاء”. وأردف: ” “في عصر العولمة، تواصل الفرنكوفونية الترويج للقيم العالمية لحقوق الإنسان، الموروثة من عصر التنوير. ونحن من خلال هذا المشروع، سنعزز مكانة اللغة والثقافة الفرنسية، كما القيم التي تقوم عليها الفرنكوفونية، في نظامنا التعليمي”.

أما الدكتور حمد الهمامي فأشار الى أنّ ” اليونسكو تعمل بشكل وثيق مع الحكومة اللبنانية، وكذلك مع وكالات التنمية المحلية والمجتمع المدني والأكاديمي والقطاع الخاص لدعم التكامل، وتنفيذ خطة التعليم لعام 2030 في لبنان من خلال تنمية القدرات وتقديم المساعدة الفنية “. وأضاف الهمامي: “نحن سعداء بتعاوننا الجديد مع الوزارة من أجل تعزيز التعلم والتعليم الفرنكوفوني في لبنان” مشيرا الى أن ّ اليونسكو ستتولى إدارة المشروع وستقدّم توجيهات تقنية ومساهمات فنية في المجالات التي يتناولها المشروع، بالتشاور الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي. ”

بدورها، هنّأت السيدة ياسمين شريف وزارة التربية والتعليم العالي واليونسكو على إطلاقهما لهذا المشروع، وأكدت على أهمية هذه المبادرة في تحسين جودة التعليم للأطفال اللبنانيين والنازحين السوريين. ودعت إلى ضرورة توسيع نطاق الدعم المقدّم للحكومة اللبنانية لمساعدتها على مواجهة التحديات الناجمة عن الأزمات الإقليمية.

أما السفير برونو فوشي، فكرر التزام الحكومة الفرنسية بدعم وتعزيز الفرنكوفونية، ودعم المبادرات التي تهدف إلى نشر ثقافتها وقيمها. وقال: “لقد لعبنا دورًا في إطلاق هذا المشروع الذي يأتي بعد قرار الرئيس ماكرون بتخصيص تمويل فرنسي لأول مرة لصندوق “التعليم لا ينتظر” وتوجيه هذه الأموال إلى لبنان. مع خلال هذا المشروع، نحن نستثمر في تدريب معلمي اللغة الفرنسية والمعلمين الذين يدرّسون باللغة الفرنسية بحيث تظل اللغة الفرنسية – التي تعد ضرورية للحفاظ على التعددية اللغوية في هذا البلد، وعلى جاذبية طلابه في سوق العمل – قوية. وسيستفيد من هذا المشروع 300 مدرسة رسمية، و120 مدربًا، ومئات المعلمين، و140.000 تلميذ”.

وأعقب حلقة النقاش الرفيعة المستوى لمحة موجزة عن المشروع قدّمتها السيدة هيلدا خوري. ويستند المشروع إلى تبيّن أن الطلاب اللبنانيين واللاجئين السوريين المسجلين في المدارس الرسمية اللبنانية يواجهون حاجز اللغة الفرنسية: حيث أنّ 74٪ من المدارس الرسمية تستخدم اللغة الفرنسية كوسيلة لتعليم المواد الأساسية بما في ذلك الرياضيات والعلوم، فيما العديد من الطلاب يجدون صعوبة في اللغة الفرنسية. وهذا التحدّي يطرح نفسه بشكل أكثر حدّيّة بالنسبة إلى الطلاب غير اللبنانيين، وبالتحديد اللاجئين السوريين الذين يمثلون نصف مجموع التلاميذ الملتحقين بالنظام التعليمي اللبناني. من هنا، يهدف مشروع اليونسكو إلى تعزيز جودة وفعالية التدريس والتعلم باللغة الفرنسية لتحسين نتائج الطلاب في المواد الأساسية.

تجدر الإشارة إلى أن المشروع يتماشى مع التزامات لبنان وسياساته لمواجهة الأزمة السورية، بما في ذلك خطة لبنان للاستجابة للأزمة السورية 2017-2018 واستراتيجية الحكومة اللبنانية Race II للفترة 2017-2020.

شاهد أيضاً

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة …