جاهدة وهبه أضاءت شعلة الأمل في “بيروت ترنّم”
تحت عنوان “هلّلي بيروت” أحيت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبه أمسية غنائية ضمن سلسلة “بيروت ترنّم” “Beirut Chants” في نسختها الخامسة عشرة، في أسواق بيروت، جمعت حشدًا كبيرًا من جمهور وهبه ومحبّي الموسيقى والفن، تأكيدًا على دور بيروت الثقافي الذي يبقى مشعًّا رغم كل النكبات التي حلّت بالمدينة، ورغم “الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون تبقى بيروت منارة للثقافة والفن لتؤدي دورها الحضاري التاريخي الذي يخفت ولكنه لا يموت” كما أشارت الفنانة وهبه في كلمتها.
في أسواق بيروت اعتلت وهبه المسرح المخصص للمناسبة، كبادرة كريمة منها تحسب لها مشكورة، في تقديم أمسية للمهرجان في وسط بيروت في ظل أصعب الظروف والأزمات. برفقة الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقي فارتان أغوبيان، قدمت الفنانة برنامجًا مميزًا تضمّن تنوّعًا في الأنماط الموسيقية والغنائية، في توليفة ساحرة تجيد وهبه التنقّل بين مساحاتها بإتقان واحتراف، تفاعل معها الجمهور المتعطش للفن الأصيل والعريق الذي تقدمه على امتداد تجربتها الفنية الفريدة.
وبين الصوفيّ والابتهالات والسريانيات والأغاني الوطنية وأغانيها الخاصة، أبدعت وهبه في تقديم الفن اللبناني الذي أفردت لموسيقاه وشعرائه الكبار مساحة واسعة من البرنامج، فغنّت قصائد لسعيد عقل وطلال حيدر وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي في تأكيد منها على العراقة اللبنانية في الشعر والموسيقى.
الافتتاح كان مع “بكتب إسمك يا بلادي” كلمات وألحان إيلي شويري، تلتها “بتتلج الدني” لفيروز من كلمات وألحان الأخوين رحباني. ومن أغانيها الخاصة وألحانها، غنت “يا ريت فيي إنهدى” من شعر طلال حيدر، سبقها موّال زجل نادر من نظم جبران خليل جبران.
وإلى الصوفية انتقلت بعدها مع ارتجال “أحبك حبين” لرابعة العدوية، ثم إلى “المجد لك” من أعمال زياد الرحباني، أرفقتها بترنيم سرياني ماروني وابتهال إسلامي، ليشكّلا معًا جوًّا رائعًا من الإنشاد الديني الذي لمس قلوب الحضور.
وفي التفاتة جميلة من الفنانة إلى شعر النوستالجيا قدمت “باقة حنين” وإنشاد من قصائد للشعراء إيليّا ابو ماضي، ميخائيل نعيمة، رشيد أيّوب، الياس ابو شبكة بألحانها: وطن النجومِ أنا هنا/ سقفُ بيتي حديد/ يا ثلجُ قد هيّجتَ أشجاني/ أرجع لنا ما كان… لتستعيد بعدها وديع الصافي في “طلّوا حبابنا” من كلمات مصطفى محمود وألحان زكي ناصيف. ولبيروت أهدت وهبه قصيدة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة “بيروت” من ألحانها سبقها موّال صوفي من شعر إبن الفارض. فنشيد الحب (بالفرنسيّة والعربيّة، عن أغنية Hymne à l’amour لإديت بياف) وحلوة يا بلدي للفنانة داليدا كلمات مروان سعادة وألحان بليغ حمدي، سبقها ارتجالية من شعر سعيد عقل.
كما قدمت وهبه للمناسبة وفي إطار الميلاديات “ليلة الميلاد” للأب منصور لبكي “بيروت ترنّم للأمل” عن مقطوعة الشتاء ل Vivaldi و”هديّة سما” عن لحن لموزار كلمات نادين عبد النور. وبالإنكيزية أنشدت Gospel Hymns: “Standing in the need of Prayer” و “Jesus Christ, you are my life”
وختمت الفنانة جاهدة وهبه بأغنيتها الخاصة من ألحانها التي ينتظرها الجمهور في ختام حفلاتها ويطالبها بإعادتها “لا تمضِ الى الغابة” شعر الألماني الحائز جائزة نوبل غونتر غراس وتعريب: أمل الجبوري.