في النسخة الاولي من مهرجان الفنون 7 فنانين يقدمون 9 قطع فنية من مخلفات المصانع في E2العلمين بتوقيع Art D’Egypte
كتب : ماهر بدر
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي Cop 27 الذي تستضيفه مصر في نوفمبر القادم، أفتتحت اليوم Art D’Egypte النسخة الأولي من مهرجان العلمين للفنون، والذي ضم مجموعة من التركيبات الضخمة لأعمال فنية صديقة للبيئة عن طريق إعادة تدوير بعض المواد لصياغة اعمال فنيه مبدعة وفريدة، في تحد يقوم على استخلاص الأصالة من الحياة العادية لإخراج عمل فني رائع من مواد لا يلاحظها أو يتسخدمها أحد، والتي تعد نتاج ورشة عمل استمرت لمدة شهر في IDG أحدث مجمع صناعي في الساحل الشمالي والتي استضافتها E2 العلمين وشارك فيها سبعة فنانين مصريين استخدموا فيها مخلفات المصانع لتكوين أعمال فنية مبتكرة تعبر عن أهمية احترام البيئة والحفاظ عليها، من خلال نهج سياسات الاستدامة الاجتماعية والبيئية، فضلاً عن التجارب الفنية التفاعلية وتوعية المجتمع المحلي بإستخدام الفن لدمج نقايات المصانع مع الطبيعة والبحر بالإستفادة من مفهوم إعادة التدوير.
وتقول نادين عبدالغفار منظمة المهرجان والسمبوزيوم ” الفنان المصري المعاصر في حاجة دائما إلي دعم لفنه وللأعمال التي يقدمها، وكل عام يكون هناك العديد من الأمور التي تحدث بشكل متزايد لخدمة الفن بفكر مختلف، ولذلك كانت المشاركة مع المصانع لدعم إنتاج الأعمال الفنية، خاصة وأن الخامات ليست بسيطة فهو لايرسم بألوان الزيت علي توال، ولكنه يحتاج إلي خشب، حديد وستانلس وغيرها من المواد لأعماله المركبة وهي ليست بسيطة وحمل كبير بالنسبة لأي فنان، ففكرة المشاركة مع المصانع بالخامات التي لا تحتاجها، خاصة وأن مصر ستحضن قريبا Cop 27، وفكرة المناخ وإعادة إستخدام الخامات مرة أـخري فكرة ندعمها أيضا”.
وأَضافت ” هناك صعوبة في إقناع أصحاب المصانع بهذا الأمر، ولقد بدأنا هذا الأمر عام 2019، عندما أقمنا معرضا في شارع المعز وكان لدينا 28 فنان مصري، وكانت التكلفة عالية في توفير الخامات سواء خشب أو حديد وغيرها، وكان الحديث وقتها أن يذهب الفنان إلي المصنع ليشاركه الاخير في إنتاج أعمال فنية، وهو ما سيتكرر في معرضنا السنوي Forever is Now في أكتوبر القادم”.
وعن مشاركتهم في هذا المهرجان، قال الفنان عمار شيحا عضو الجمعية الوطنية للفنون، والذي ساهم في الحركة الفنية منذ عام 1994، وأقام العديد من المعارض في مصر وخارجها “كان لي رؤية خاصة في العمل الذي شاركت به، فلقد استوحيت العمل من مدينة العلمين، فلقد أستخدمت 80% من قطع العمل من العلمين، والحقيقة أن الهدف من مشاركتي في السمبوزيوم ان اغير المنظور السلبي للمخلفات الي منظور ايجابي من وجهه نظر الجمهور العادي”.
بينما الفنان عمر طوسون والذي شارك عدد كبير من المعارض العامة والجماعية في مصر والخارج، وتم جمع أعماله الفنية في المتاحف والمجموعات الخاصة في مصر وفرنسا وإسبانيا والإمارات والسعودية وتركيا والهند والمكسيك وقبرص وصربيا والمغرب ورومانيا، فقال ” اعدت صياغة الحديد الخردة، وخلقت عمل فني علي شكل ورق شجر ليكون فيها نوع من الخداع البصري، وكان للمصانع دور مهم في تشجيع خروج هذا المشروع إلي النور، واتمني ان يكون حافز لباقي المصانع في دعم الفنانين المعاصرين”.
في الوقت نفسه أكد الفنان حسام زكي والذي لديه مجموعته الفنية الخاصة، والتي تجسد التقاطع بين خيال الفنان وأفتنانه بالتاريخ القديم، ويعتبر الكثيرون عمل زكي الفني، بمعنى ما، تعبيرًا عن عالم أسطوري أنتجه خياله الحالم مع تلميحات من التاريخ القديم، أن صر بها الكثير من المخلفات، والتي يمكن إعادة تدويرها والإستفادة منها بشكل مختلف، فاتمني أن تشارك العديد من الشركات والمصانع في دعم هذه الفكرة لتحويل شئ من عدم الي عمل فني يفيد المجتمع”.
وأشار الفنان السكندري محمد زيادة، الذي درس الرسم والنحت في إيطاليا، وشارك في العديد من المعارض في مصر وخارجها، وله قطع فنية في أماكن عديدة منها بقلعة أوترانتو دي ليتشي بإيطاليا ومتحف أكاديمية ريجيو كالابريا بإيطاليا ومطار شرم الشيخ ومكتبة الإسكندرية والمتحف المفتوح بأسوان عن مشاركته في هذا المهرجان ” أن من اصعب الأمور التي واجهته هي التفكير في خامة العمل نفسه فانا اصنع عمل من الخردة، لاني استخدمت علب بطاريات، وأعمدة نور، وحديد”.
أما الفنان تامر رجب فأكد أنها المرة الأولي التي يخوض فيها تجربة العمل بخردة من المصانع وقال “استخدمت باليتات البلاستيك، والحقيقة أنا سعيد ان ارت دي ايجيبت تمكنت من عمل حلقة وصل بين المصانع والفنانين التشكليين لان ذلك لم يحدث من قبل، إلا من خلال هذا المشروع، فهو يهتم بالتوعية لإعادة تدوير المخلفات بشكل فني غير انه يفيد البيئة فهو يضيف لها قيمة مختلفة”.
ولتأثرها الشديد بالحيوانات، وإنها همزة الوصل بين الإنسان والأرض يصعب على البشر الارتباط مباشرة بالعناصر الطبيعية ، لفهمها من حيث أهميتها كنظام بيئي وبالتالي موطنًا لنا ويطلب منا الحفاظ عليه، أكدت الفنان مروة مجدي عن مشاركتها في هذا المهرجان “زيارتي للمصانع كانت مهمة جدا، لانها شكلت رؤية عن العمل الفني، وكيف استخدم خامات يمكن أن تخدمني في العمل، ورأيت القيمة الجمالية وراء مخلفات الحديد، وبالنسبة لي هو من من اهم الأمور التي شاركت فيها لانه بني حلقة وصل بين الفنان والمجتمع والبيئة”.
وأخيرا الفنانة فيفان البتانوني، والتي شاركت في الحركة التشكيلية منذ عام 1998، وتهتم بالتعبير عن المشاعر الإنسانية. مثل الحب والهدوء والتوازن والسكون والمفاهيم الاجتماعية مثل العلاقات المتعارضة والسلطة والعلاقة مع الآخر من خلال استخدام الرموز المعروفة التي تحمل المحتوى ولا تشير إلى المعنى والمفردات البلاستيكية الخط المستقيم والمنحنيات الضوء من خلال النور و الظلام من خلال الأعمق ووضعها في جملة بلاستيكية حسب تفاعل المستلم مع العمل الفني لتوصيل فكرة العمل، والتي أكدت سعادتها بالمشاركة في ذلك المهرجان وتلك الورشة بعمل مختلف ومميز.