نظمت بلدية ميروبا، بالتعاون مع جمعية “التحريج في لبنان” وجمعية “جنرال فوندايشن”، يوم تحريج في منطقة عين التنور في ميروبا، لمناسبة اليوبيل ال 75 للاستقلال، برعاية النائب شامل روكز، وحضور ممثل وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب رئيس بلدية فاريا ميشال سلامة، رئيس بلدية حراجل طوني زغيب، رؤساء بلديات عدد من البلدات المجاورة ومخاتير، ممثلة جمعية “تحريج لبنان” مايا نعمة، ممثلة “جنرال فوندايشن” سهى تحومي، طلاب شاركوا في التحريج وحشد من أهالي البلدة.
خليل
وألقى رئيس بلدية ميروبا عبدو حنا خليل، كلمة رحب فيها بالحاضرين، موجها الشكر إلى “الجمعيات التي ساهمت ماضيا وحاضرا، ولا تزال تساهم في هذه الحملة البيئية”، وقال: “نلتقي اليوم بالذكرى ال75 لاستقلال لبنان، لنزرع معا 600 شجرة منوعة، على مساحة 1.2 هكتار مربع، بسماح من قدس الأب جورج كميد، رئيس دير سيدة النصر في غوسطا، الذي لم يبخل علينا يوما بطلب أو يرفض لنا خدمة”.
وأشار إلى أنه “تم تسمية الغابة المشار إليها سابقا، على اسم شهيد من بلدتنا فقدناه باكرا، وهو في ريعان الشباب روني أنطوان خليل”.
وقال: “الغابة المستحدثة، ليست إلا خطوة في مشروع كبير، يدخل في إطار التخطيط لإعادة البلدة إلى الخريطة السياحية والبيئية، كما كانت في السابق”، داعيا الأهالي والشبان والشابات إلى “مؤازرتنا ومساعدتنا في ما نطمح إليه من أفكار”.
روكز
من جهته، أبدى روكز ارتياحه لما رآه اليوم من “حراك شعبي معبر لتشجير لبنان”، وقال: “نريد كسروان أحلى. نعم نريد كسروان أحلى، عدا عن حلاها بشعبها ومؤسساتها ومراكزها السياحية. من حريصا، إلى كازينو لبنان، إلى فاريا وكفردبيان، وكل القرى والبلدات الموجودة فيها. فكسروان تحلو بتنوعها وبشعبها وبيئتها، الذي نعمل على أن تبقى الأجمل، منذ الآن وفي المستقبل بصورة دائمة. فمن ضمن برنامجنا الأساسي أن تبقى كسروان أحلى وجبيل أحلى ولبنان أحلى وأحلى”.
أضاف: “نحن وبكل فخر، الطريقة التي نفكر بها مختلفة. نائب كسروان لدينا، لا يعمل لكسروان فقط، بل لكل لبنان. لعكار قبل كسروان وجبيل، ولكن لنبدأ بكسروان النموذج حتى نتفاخر بها، وتكون حافزا مشجعا للمناطق الأخرى”، مبديا حرصه على “التعاون مع جميع رؤساء بلديات المنطقة، لنكون على خط واحد”، ولأنني أؤمن بالعمل الجماعي، ليكون لها وجودها وتمثيلها الصحيح ويتعامل الباقون معها”.
وتابع: “طبعا كل البلديات وكل السياسيين وكل النواب، وكل الذين يتعاطون الشأن السياسي بشكل عام، عليهم التعاون لتبقى كسروان أحلى. لأن الموضوع ليس موضوعا سياسيا داخليا، ولا من منطلق الدعاية السياسية. إنما من منطلق كيف نرى مناطقنا وكيف نريدها أن تبقى الأحلى وبلادنا مرتاحة أكثر فأكثر. أشجارنا، بيئتنا، طيورنا، جبالنا، محمياتها تبقى أحلى، تلمع أكثر فأكثر”، مؤكدا “هذا هو المطلوب وهذا ما نعمل عليه من الآن”.
وأعرب عن ارتياحه ل”وجود عدد من كبار السن في حملة التشجير”، قائلا: “لقد أفرحني كثيرا وجود كبار السن بيننا، يتابعون حملة التشجير، فالحنين لا يزال يمتلكهم، وهم يزرعون مجددا الجبال شجرا، وليكونوا شهودا على إعادة التشجير في المنطقة، التي ورثوها عن أجدادهم خضراء. وما أفرحني أكثر، مشاركة طلاب المدارس في حملة التشجير هذه، وهم لم يتجاوزوا الخمس، أو الست، أو العشر سنوات، يزرعون بأيديهم الأشجار، حيث ستبقى الشجرة، التي زرعوها اليوم، حية في الضمير والوجدان، وتنمو في فكره، وسيبقى هذا الطالب يزرع بصورة دائمة، ويتصدى لمن يزيلها”.
وكشف عن “نشاط متابع لزراعة الشجر، ومكمل له، سيكون في شهر تشرين المقبل، حيث سيصار إلى إطلاق حوالي 200 طير حجل في محمية جبل موسى الطبيعية، كونه مربى بالنا ومربى جردنا. وأنا ابن الجرد، وأحمل حنيني الدائم له، والحجل كما تعرفون، صوته جميل، فالنوم والصحو على صوت الحجل ولا أجمل، وعندما سيطلق في محمية جبل موسى، فسيبقى في المنطقة كلها”.
وشكر “البلدية والجمعية وكل المؤسسات والمتواجدين ومن زرع شجرة من الطلاب في أرض الوطن”، داعيا الأهالي إلى “تشجيع أبنائهم على زراعة الأرض والاهتمام بها والتمسك بها”.
وختم “للاستقلال عندي حنين وذكريات. فاستقلالنا اليوم في ذكراه ال75، ورغم الشوائب يبقى الأهم، أن الشجرة في رمزيتها للاستقلال، تشير إلى الدماء، التي دفعت ثمنا لهذا الاستقلال، وصفحات من التاريخ طويت، ولكن مع دم كثير جدا، وسيبقى هذا الدم في ضميرنا جميعا، ليدعونا بشكل دائم للحفاظ على الاستقلال، ببناء بلدنا بطريقة صحيحة، عبر مؤسساته ونظامه وكرامته وكرامة إنسانه”.