جمعية «إنسان للبيئة والتنمية» تطلق من غلبون حملة تشجير في قضاء جبيل بالتعاون مع وزارة السياحة وبرنامج الامم المتحدة للبيئة
بالتعاون مع وزارة السياحة وبرنامج الامم المتحدة للبيئة ،أطلقت جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” حملة تشجير في قضاء جبيل في إطار التخفيف من التغيير المناخي والكوارث الطبيعية وتنشيط السياحة البيئية.
أقيم حفل الإطلاق في مبنى بلدية غلبون بحضور ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة المدير الإقليمي لغرب آسيا السيد سامي ديماسي، وزير السياحة المهندس وليد نصار، وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور هيكتور حجار، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل مختار شامات ميشال جبران، رئيس بلدية غلبون المهندس إيلي جبرايل، مختار معاد طوني حاج، ومختار غرفين فارس فضول، مدير مركز جبيل الإقليمي في الدفاع المدني شكيب غانم، رئيسة مركز جبيل في الصليب الأحمر اللبناني راندا كلاب، رئيسة YWCA السيدة نهى صدقة، المدير التنفيذي في جمعية LSR إيلي زيدان، دليلات وكشافة لبنان فوج مدرسة المريميين – جبيل، GVX، JEM، رئيسة الجمعية المهندسة مار تريز مرهج سيف وأعضاء الجمعية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى مسؤول الإعلام في الجمعية الياس غانم كلمة الإفتتاح حيث أشار الى أنه “في زحمة الإنتخابات النيابية والسباق الى البرلمان اللبناني، نجتمع اليوم لافتتاح مهرجان بيئي وسياحي بعيدًا عن السياسة. نفتتح حملة تشجير لتسع بلدات في قضاء جبيل كما بدأنا بحملة تشجير في ضهور الشوير في قضاء المتن ودرب حريصا في كسروان الفتوح”.
وأضاف قائلاً: “تحرص جمعية إنسان للبيئة والتنمية، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، منذ تأسيسها وحتى اليوم، على إرساء مفاهيم جديدة وطرق متطورة ومختلفة في معالجة المشاكل البيئية بطريقة تشاركية مع المجتمعات المحلية”.
بعدها كانت كلمة الأستاذ مازن رزق الذي تحدّث عن المبادرة التراثية والسياحية التي أطلقت في المنطقة والتي تهدف الى الإضاءة على إرث البلدات والقرى والتي تعمل بالتعاون مع USJ en mission، جمعية HEAD وموقع Jbeil Daily News.
ثم ألقى رئيس بلدية غلبون المهندس إيلي جبرايل حيث شكر الوزير وجمعية HEAD على هذا النشاط القيم كما أعلن عن سلسلة نشاطات تحضرها البلدية لهذه السنة وأهمها إطلاق منتدى للمنطقة يهدف الى إقامة ورشة عمل لوضع استراتيجية للمنطقة بهدف توحيد الجهود.
وتحدث ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة المدير الإقليمي لغرب آسيا سامي ديماسي حيث قال: “بداية، أود أن أعبر عن سعادتنا بحضورنا اليوم إطلاق حملة التشجير مع جمعية انسان للبيئة والتنمية بحضور العديد من القطاعات وخاصة والاهم قطاع الشباب والجيل الجديد. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لإعلامكم بأن برنامج الامم المتحدة للبيئة قد أطلق منذ بضعة ايام عقدَ الأمم المتحدة لاستعادةِ النُظمِ الإيكولوجية في منطقتِنا، بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبالتزامن ايضا مع اليوم العالمي للغابات”.
وأضاف: “واذ تعتبر هذه الخطوة نُقطةَ انطلاقٍ في رحلةٍ حاسمة نحو حمايةِ مستقبل الأجيال القادمة على هذه الأرض عامة وفي لبنان خاصة الذي يتميز بأكبر غطاء للغابات والاحراج في منطقة غرب اسيا يصل الى 13% غابات و12% أراضي حرجية. لذلكَ، فإن حملة التشجير هذه تعتبر جزءاً لا يتجزأ من برنامج عقد الامم المتحدة لاستعادة النظم الايكولوجية”.
وأشار ديماسي الى أنه “يشكلُ التدهور البيئي، والجفاف، والتصحر، والظواهر الجويةِ المُتطرفةِ المُتكررة، تهديداتٌ خطيرة لاستمرارية الإنسان في منطقتنا. وتعْتَمِدُ سُبلُ عيشِ ملايين البشر على النُظمِ الإيكولوجيةِ المتدهورةِ أصلا، ومِنَ المُحتّمْ أن تتفكَكَ الاقتصادات إذا لم تُتخذُ إجراءاتٍ جماعية في هذا الشأن. لذلكَ، سيلعبُ كل شركاء العقد، في المنطقة وفي لبنان دورا مهما في الحِفاظ على نُظمنا الإيكولوجية واستِعادتها بطريقةٍ مستدامة من خلال اعادة التشجير والادارة المستدامة للأراضي ومصادر المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي وغيرها من الممارسات المستدامة”.
ولفت “كما أننا اليوم سعداء بإعلان شراكتنا مع جمعية إنسان للبيئة والتنمية ضمن فعاليات العقد. وان تعاوننا مع منظمات المجتمع المدني في لبنان ليس بجديد، فقد بدأنا مؤخرا العمل مع مشروع التحريجِ في لُبنان (LRI) لوضع مبادئ توجيهية قائمةً على المجتمع لاستعادةِ البيئة والمناظر الطبيعية في الشرقِ الأوسط. ونطمح لتوسيع الشراكة والتعاون مع الوزارات المختصة ومنظمات المجتمع المدني في لبنان وكل المنطقة من أجل تكثيف الجهود نحو استعادة النظم الايكولوجية وضمان بيئة صحية ونظيفة”.
وأضاف: “وبالتالي اسمحوا لي أن أدعو من على هذا المنبر جميع المهتمين بالبيئة واستعادة النظم الايكولوجية في لبنان إلى الانضمامِ إلينا في هذه الرحلةِ التي تَتَطلَبُ مُشاركةَ الجميع لضمانِ المُضي قُدما في حمايةِ النُظم الإيكولوجية واستِعادتِها بطريقةٍ فعالة، ولا سيما في لبنان، البلد الذي يعتمد بالدرجة الاولى على السياحة نظرا لطبيعته الخلابة بحيث تشتهر فيه السياحة البيئية (Eco- Tourism) وهذا ما نود الحفاظ عليه”.
وختم قائلاً: “أشكر الحضور الكريم من جديد وأتمنى لجمعية انسان للبيئة والتنمية كل التوفيق في حملة التشجير ونتطلع للعمل معا، أمم متحدة، وزارات، بلديات، الشباب والمجتمع المدني من أجل مستقبل أفضل للبنان والمنطقة”.
وفي كلمته، أعلن وزير السياحة المهندس وليد نصار تعيين المهندسة ماري تريز سيف في المجلس السياحي الوطني مملثة للوزارة وذلك تقديرًا لجهودها ولنشاطها.
ونوه نصار في بالانجازات “التي حققها رئيس البلدية لاسيما في تجربة الشراكة بين القطاع العام والخاص”، واصفًا اياها ب”النموذجية”. وقال: “الإنسان يحصد ما يزرعه، ونحن هنا اليوم في هذه المنطقة الخضراء ولبنان الأخضر نتيجة ما زرعه اجدادنا، ونحن نحصد هذا الزرع، لذلك علينا ان نزرع مثل اجدادنا ليحصد اولادنا واحفادنا من بعدنا، وليبقى لنا لبنان الاخضر”.
أضاف: “ان السياحة البيئية والطبيعية هي من أبرز الأسباب التي تدفع بالسواح والأجانب ومنذ عقود طويلة وحتى اليوم، ليزوروا الأماكن السياحية الطبيعية والدينية ويتمتعوا بالمناخ، وإعادة تحريج الغابات وزرعها هي أحد السبل للحفاظ على ثرواتناالطبيعية، لأنها تساهم بتحسين جودة المياه والهواء وتخلق موائل لمزيد من أنواع الحيوانات وتعزز التنوع البيولوجي. وبالتالي توفر إعادة التحريج فرصا ترفيهية وسياحية بيئية، وخصوصا للمجتمعات الريفية لتحسين دخلها وتدعيم اقتصادها المحلي. كما ان من أبرز الأسباب والمقومات التي تجعلنا نعزز اقتصادنا ونقله من ريعي الى منتج، هو التشجير والزرع ودعم القطاعين الزراعي والصناعي إلى جانب القطاع السياحي وقدرته على تنشيط الاقتصاد عبر إدخال العملة الصعبة للبلد”.
وتابع: “من ضمن خطتنا في وزارة السياحة، أهم نقطة هي اعتماد اللامركزية الإدارية السياحية، وأول شيء عبر افتتاح مكاتب جديدة للوزارة في القرى النائية والأرياف، لأننا على قناعة ان الاتجاه اليوم هو للريف اللبناني والقرى البعيدة عن المدن، لذلك اصدرنا تعميما في وزارة السياحة لكل أصحاب المباني الشاغرة الذين يرغبون الاستفادة من التمويل والشراكة مع القطاع الخاص لتحويل البيوت والمنازل إلى بيوت ضيافة واستصلاحها واستثمارها سياحيا، فالتوجه في العالم كله هو نحو هذا النوع من البيوت”.
وأردف: “وايمانا منا بالحفاظ على جبالنا وثرواتها الطبيعية وارثها الثقافي، اطلقنا الشهر الماضي استراتيجية السياحة المستدامة لجبال لبنان، ضمن مشروع “تحييد تدهور الاراضي للمناظر الطبيعية الجبلية في لبنان” المنفذ من قبل UNDP بالتعاون مع وزارة البيئة، واخترنا لهذه الاستراتيجية رؤية طموحة وهي أن يكون لبنان وجهة السياحة الجبلية الاكثر استدامة في الشرق الاوسط، وجهة تتميز بفرادة الخبرة السياحية مع بعد عالمي من ناحية الثقافة والتنوع الطبيعي، وتتمتع بهوية جذابة وديناميكية”.
وقال: “دعم القطاع السياحي ضروري لأن ثروتنا هي بالطاقات الشابة وبالإغتراب اللبناني وطبعا بالسواح الأجانب، لذلك قررنا ان نطلق قريبا الرزمة السياحية الصيفية لل2022 إلى جانب تحضيرنا لمهرجانات لبنان في بيروت والتي ستجمع بأسبوع كل المهرجانات الدولية بلبنان، وحصة جبيل كقضاء ومدينة، كبيرة بالتأكيد، حيث سنشهد أول مؤتمر سياحي من نوعه من 7 الى 9 نيسان بعنوان “رؤية لسياحة مستدامة لقضاء ومدينة جبيل”.
وتطرق نصار إلى آخر المستجدات السياسية، حيث اعتبر أن “طرح الميغاسنتر الذي أثاره في جلسة مجلس الوزراء هو طرح اصلاحي بامتياز، وهدفه تسهيل العملية الانتخابية على الناس وتشجيعهم على المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الديمقراطي، إلا أن الجهات التي اتهمتنا بإثارته بهدف تطيير الانتخابات، هي نفسها الجهات التي رفضته ونسفته سعيا لتطيير الانتخابات، وأثبتنا كحكومة مجتمعة أننا لم نسمح بعرقلة الانتخابات بحجة الميغاسنتر، علما أنه يعطي فرصة لحوالي 600 ألف لبناني للانتخاب في اماكن سكنهم او على مقربة منها، وهؤلاء لا ينتمون إلى طائفة أو منطقة بل من كل الفئات اللبنانية، ونحن كوزراء مستقلين في حكومة “معا للانقاذ” نتبنى أي مشروع إصلاحي حقيقي أيا كانت الجهة السياسية التي تقف وراءه”.
وحول ملف الكهرباء، أشار إلى أن “الخطة موضوعة منذ العام 2010 وليست جديدة، وبمساعدة مختصين دوليين، وتعتمد على 4 معامل أساسية، ومن رفض سلعاتا فعليا وقبل بتسمية منطقة وسطية في الشمال، نيته واضحة وهي العرقلة لا غير، فهم لا يريدون اصلاحات حقيقية ولا يهتمون لمعاناة اللبنانيين وما وصلوا إليه خصوصا في أزمة الكهرباء، بالإضافة إلى ذلك نحن نطالب باستمرار بضرورة إنشاء وزارة تخطيط بدلا من الوزارات التي لا دور لها إلا الهدر، وإقفالها بات حاجة إصلاحية إلى جانب الصناديق والمجالس والهيئات التي يجب أن تقفل أيضا”.
وتحدث عن سعيه مع وزارة الأشغال العامة والنقل للعمل على “إنشاء مطار آخر إلى جانب مطار بيروت الدولي، كما العمل على توسعة مطار بيروت، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء محطة جديدة ومنفصلة في حرم المطار تشجيعا للراغبين بالقدوم والذين يحجزون تذاكر سفر ورحلات طيران بأسعار مخفضة عبر الشركات المختصة”.
وذكر بأن لبنان “أصبح عضوا في مجلس أوروبا للمسارات الثقافية والسياحية الذي يتضمن 4 مسارات وطرق وهي: المسار الأموي والمسار الفينيقي وطريق النبيذ وطريق شجرة الزيتون، والذي سيساهم بشكل مباشر في دعم الإنتاج المحلي وتنشيط العجلة الاقتصادية للمزارعين وللقرى والبلدات الريفية وتنشيط السياحة الريفية والبيئية في لبنان”.
وختم نصار آملا “ان نحصد زرعنا في وطن افضل لاولادنا واحفادنا، ونظهر صورا جميلة عن بلدنا الذي نحب ونفتخر به كأجمل بلد في العالم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في هذه الايام”.
بعدها ألقت رئيسة الجمعية كلمة حيث قالت: “نلتقي اليومَ في زمنٍ بلغَ فيه التوتُّرُ أوجَهُ، وسادَ العالمَ رُعْبٌ وخوفٌ على المصير، في زمنٍ عَصَفَتْ بلبناننا أزماتٌ لم يشهدْ لها مثيلاً في التاريخ ،تكاد تنسفُ اقتصادَهُ وتضعُ شعبَهُ في مصافِ الشعوب الفقيرة”.
وأضافت: “وحدَهُ شعارُ حمايةِ البيئةِ يجمعُ ما عجزتْ عن جمعِهِ كلُّ العقائد والأيديولوجيات! وحدَهُ حبُّ البيئةِ أيديولوجيةُ مَنْ يحبُّ الحياة! ووحدَهُ الاقتصادُ الأخضر يحلُّ مشاكلَ لبنان ويعيدُهُ إلى خارطة الدول المُمَيَّزة!
إن ما تقوم به جمعيتنا اليوم جمعية انسان للبيئة والتنمية، يصبُّ في أُطُرِ هذه الأهداف، فإعادةُ التشجير هي إعادةُ بثِّ الحياةِ من جديد، هي رَتْقُ ما مزَّقَهُ العابثون وإعادةُ إحياءِ ما خرّبَهُ العَبَثيّون من أنظمةٍ أيكولوجية لا حياة بدونها لا لِنباتٍ ولا لحيوانٍ ولا لإنسان”.
وأشارت الى أن “الشجرة في الأرض هي بمثابة المرأة في المجتمع، هي الجمالُ في الطبيعة وهي إعادةُ التجديدِ وإعادةُ الأملِ بالمستقبل. الشجرةُ تُثبِّتُ التربة وتقف سداً منيعاً أمام التصحّرِ وانجرافِ التربة وتلوّثِ الهواء وتغيُّرِ المناخ، وهي تنتج الاوكسجين وتمتص قسمًا كبيرًا من الغازات الدفيئة التي تسبّب الإحتباسَ الحراري الذي يشكّلُ همًّا يُقلقُ العالم. والشجرةُ تُعيدُ لبنانَنا الى جماله وتُشجِّعُ السياحة البيئية التي تُعتبر في وقتنا الحاضر إحدى دعائم الاقتصاد الأخضر. ولبنان يكتنزُ مهارةً تاريخيةً في تسويق السياحة. وبكلِّ ثقةٍ أقول إنَّ ازدهار السياحة البيئية عندنا من شأنه أن يقضيَ على جزءٍ كبيرٍ من البطالة لأنه يخلق فرصاً كثيرةً للعمل.
وختمت قائلةً: “نعاهدكم ونعاهد لبنان وكلَّ محبي البيئة في العالم على الإستمرار في تبنّي حماية البيئة وَعَمَلِ ما بوسعِنا لكي يبقى عالمُنا أخضر، ولكي يصبحَ إقتصادُنا أخضر وسوف يبقى قلبُنا أخضر”.
بعدها، تمَّ توقيع “ورقة إعلان نوايا” بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجمعية HEAD.
كذلك شكرت رئيسة الجمعية كل من ساهم بأنجاح هذه الحملة وبالاخص جمعية الثروة الحرجية الشريك الاساسي في هذه الحملة
ومن ثم وزع وزير السياحة وممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة المدير الإقليمي لغرب آسي ورئيسة الجمعية شهادات تقدير للجمعيات المشاركة والجمعيات الكشية المشاركة في الحملة.
وفي الختام، انتقل الجميع الى الباحة الخارجية حيث تمَّ زرع أول شجرة في الحملة معلنين إنطلاقها.
والتقى جميع الحاضرين في لقاء “خبز وملح” في “بيوت غلبون”.