هل حُلت أزمة الدواء وباتت جميعها متوفرة في لبنان بانتظار ارتفاع جديد بالأسعار؟
“كتبت ستيفاني راضي في لبنان 24:
لا تغيب من الذاكرة صورة الرجل الذي أقفل أحد شوارع طرابلس بسيارته قبل أشهر، وهو يصرخ ويبكي طالباً أحد الأدوية المفقودة من الصيدليات لإبنته المريضة جداً.
حال هذا الرجل، كانت حال جميع اللبنانيين منذ أشهر قليلة أو حتى أسابيع، عقب فقدان أدوية مهمة من الأسواق، جراء الأزمة المالية والاقتصادية وعدم استيراد الادوية من الخارج.
بعد طول معاناة، يمكن القول أن الفرج إقترب، حيث لفت نقيب الصيادلة غسان الأمين، لـ”لبنان 24” الى أنه “بعد رفع الدعم عن أدوية الصحة العامة ، فانها باتت متوفرة داخل الصيدليات”.
أما بالنسبة الى أدوية السرطان، فأكد الأمين أن “أقل من 10 أيام تفصلنا عن وصول هذه الأدوية الى لبنان وتكون قدّ حُلت هذه المشكلة”.
الا أن المشكلة التي لا تزال قيد البحث اليوم، فتتعلق بأدوية الأمرض المزمنة، المفقودة من الأسواق.
وتعاني فاديا الأسمر، مريضة القلب من صعوبة في إيجاد علبة الدواء الخاصة بمرضها، ولا يوجد أي شخص من أقاربها خارج لبنان لكي يرسل لها الدواء. فتلجأ الى بعض الجمعيات في منطقتها لكي تساعدها على تأمينه، فتنجح أحيانا وتفشل بأخرى.
وهنا ذكر نقيب الصيادلة، أن “مشكلة أدوية الامراض المزمنة هي قيد المعالجة من قبل وزارة الصحة، كما أن دراستها وصلت الى النهاية”، مضيفاً أن “من المرتقب ان تحل هذه المشكلة خلال الأسبوعين المقلبين على الأكثر، حيث سيصدر وزير الصحة فراس الأبيض القرار النهائي بشأنها وباسعارها الجديدة”. وأكمل أنه “بعد صدور القرار سيتمكن المستودون من استيراد الادوية، وبالتالي فهي ستتوافر في الصيدليات”.
بالمقابل، اعتبر مصادر مطلعة ” أن لا أحد يمكنه أن يكفل مهلة حلحلة مسألة الادوية المزمنة، مشيرة الى أن “منذ اليوم وحتى الاعلان عن الاسعار الجديدة للأدوية، سيكون المريض لعبة في يد المسؤولين عن توزيع الادوية”. ولفتت الى ان “بعض الوكالاء توقفوا عن تزويد الصيدليات بأدوية الامراض المزمنة أو قللوا من الكمية المعطاة لكل صيدلية، بانتظار رفع الدعم عنها ولو بشكل جزئي”.
لكن بمقابل هذه التصرفات المسيئة لصحة الناس والتوقعات للوكلاء، أكد الأمين أن “أدوية الأمراض المزمنة لا يمكن رفع الدعم عنها بشكل كامل كما حصل مع الادوية الأخرى، لأن المريض بحاجة اليها بشكل يومي، فالادوية التي رُفع عنها الدعم سابقاً كأدوية الصحة العامة، يتوفر لها بدائل أو جينيريك بسعر أقل وهي لا تُستعمل بشكل دائم أو يومي”، داعيا “للتشجيع على استعمال أدوية الجنيريك”.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن “لبنان استورد فقط 10 بالمئة من كمية أدوية الامراض الزمنة التي هو بحاجة اليها منذ 4 أشهر لليوم”، وفق الأمين، الذي يلفت الى ان “المرضى يؤمّنون الدواء من خارج لبنان حيث يدفعون اموالاً كثيرة”.
يمكن أن نستخلص من كلّ ما تقدم أن أزمة الدواء كانت غيمة سوداء وعبرت”، وأن طريق الفرج اقترب، لكن لا يخلو ذلك من استمرار البعض باستغلال ألم الناس وحاجتهم ، في ظل غياب المراقبة والمحاسبة من قبل المعنيين.