اكتشف علماء الفلك أربعة كواكب خارجية جديدة بحجم الأرض تطفو بالقرب من الانتفاخ المجري لمجرة درب التبانة، ولكن على عكس الأرض، لا تنتمي هذه الكواكب إلى أي نظام شمسي. فلقبوها بـ «المحتالة العائمة».
وحسب ورقة علمية نشرها موقع «بوبيولر ساينس» فقد أعاد علماء الفلك استخدام التكنولوجيا القديمة للعثور على هذه الإبر الكوكبية في كومة قش مجرية.
وفقا لفريق الدراسة، وجد العلماء هذه الاكتشافات الأربعة الجديدة بفضل البيانات من مهمة «كبلر»، إذ قام التلسكوب الفضائي بمسح انتفاخ المجرة وجمع إشارات العدسة الدقيقة، وهي ظاهرة يمكن استخدامها لاكتشاف الأجسام، بما في ذلك الكواكب، حتى عندما تصدر القليل جدًا من الضوء. بعد تحليل بيانات كبلر، وجد الباحثون أن أربعًا من تلك الإشارات المسجلة تتوافق مع تلك الخاصة بالكواكب المماثلة في الحجم للأرض. وتشير أنماط الإشارة إلى أن أيا من هذه الكواكب المكتشفة حديثًا لا يصاحبها أي نجوم، مما يجعلها عائمة بحرية أو كواكب شريرة. من المحتمل أن تبدأ العوامات الحرة ككواكب منتظمة حول نجم، ولكنها تصبح شاذة عندما تتعطل مداراتها بفعل شد الجاذبية للأجرام السماوية الأخرى القريبة.
ما يميز هذه النتائج الجديدة حسب المشرفين على الدراسة هو قدرة العلماء على استخدام التكنولوجيا القديمة بطرق جديدة ومبتكرة. إذ لم يكن «كبلر» مصممًا في الواقع لاكتشاف أحداث العدسة الدقيقة، ولم يكن المقصود منه التحديق في المركز الكثيف لمجرتنا. كان على العلماء القيام بقدر هائل من فرز البيانات وتنقيحها لاستخلاص النتائج التي توصلوا إليها. ويقول «إيان ماكدونالد»، المؤلف الرئيسي للدراسة،: «من الصعب للغاية العثور على هذه الإشارات». لكن ملاحظاتنا أشارت إلى أنه يوجد بالفعل الآلاف من النجوم الساطعة التي تتنوع في السطوع، وآلاف الكويكبات التي تتسلل عبر مجالنا.
عند البحث عن الكواكب، خاصة تلك غير المصحوبة بأضواء النجوم، قد يكون من الصعب للغاية تصفية كل الضوضاء الأخرى والعثور على تلك الأجرام السماوية في الظلام. وأضاف «ماكدونالد»: «من هذا النشاز، نحاول استخراج سطوع صغير ومميز تسببه الكواكب، ولدينا فرصة واحدة فقط لرؤية إشارة قبل زوالها. فالأمر في غاية السهولة مثل البحث عن وميض في منتصف الطريق السريع باستخدام الهاتف المحمول فقط». ويشير مؤلفو الورقة البحثية الجديدة أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد أكبر من الكواكب بحجم الأرض في مجرة درب التبانة، ومن المحتمل أن تكشف بعثات الفضاء الجديدة القادمة مع التكنولوجيا المحدثة عن بعضها.