“دفعة الصمود 2021” في جامعة الروح القدس
الأب ها شم لأطباء المستقبل: تخرّجكم اليوم يعكس بصيص أمل متجدد للبنان في ظل وضع صعب جداً
احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك بتخريج دفعة من طلاب كليّة الطب والعلوم الطبيّة فيها، أطلق عليهم رئيسها الأب طلال هاشم اسم “دفعة الصمود 2021″، في حفل أقيم في الباحة الخارجية للجامعة، في حضور أعضاء مجلسي الجامعة والكليّة، والمتخرجين، فيما تابع أهاليهم الحفل عبر الشاشة، بسبب الوضع الصحّي الراهن.
الصدّيق حدّاد
النشيد الوطني اللبناني افتتاحًا، ثم كلمة لعريفة الحفل الأستاذة نسرين الصدّيق حدّاد أعربت فيها عن السرور في العودة إلى ربوع الجامعة بعد غياب قسري فرضته ظروف صعبة، معتبرة أن “البعد في حالتنا ليس جفاءً، بل زادنا محبة لبيت قضى فيه المتخرجون أحلى أيام حياتهم”.
مهنا
ثم ألقت كلمة المتخرجين الطالبة مريم مهنّا، تحدثت فيها عن “بياض” رداء الأطباء الذي تحدّى السواد والدماء والوباء، وقالت: “بياض: باؤه… بصيرة تفتّحت وتشبّعت من نور جامعة الروح القدس – الكسليك بنظرة توّاقة إلى المواهب، وأسماها الحكمة، فنستحق مسمى الحكيم، ياؤه… يمين حلفنا به أمام كل مريض التقيناه في مستشفى سيدة المعونات الجامعي بالشفاء والصحة، ألفه … اجتهاد دؤوب طويل النفس وصبور الخطى، ضاضه… ضمير ترعرع في كنف أهلنا وأسرنا…”
وتوجّهت إلى الوطن بالقول: “سنبقى ببياضنا المعهود، أطباء يسعون للحياة حتى ما بعد صراع البقاء. سنبقى لو رحلنا. سنبقى إنما سفراء لما حملنا من أهلنا وسيدة المعونات من حبوب حنطة تثمر أينما نقع. سنبقى متخرجّي الروح القدس نطوف به ومعه ربما في أراض أخرى وميادين أخرى”.
الأب هاشم
وبعد وقفة موسيقيّة قدمتها مجموعة من طلّاب الكليّة، ألقى الأب هاشم كلمة أعرب فيها عن “سروره بالوقوف إلى جانب الطلاب والاحتفال معهم بهذا الإنجاز المهم في حياتهم، والذي حققوه بفضل مثابرتهم النموذجية وإرادتهم الصلبة وصمودهم القوي. إنّ تخرجكم اليوم يعكس بصيص أمل، أمل متجدد للبنان في ظل وضع صعب جداً. لن أصف الوضع الراهن في لبنان. فكلنا نعلم أننا نواجه، كل يوم، عقبات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية جديدة، وأننا نصطدم، كل يوم، بحواجز وصعوبات جديدة. إلا أننا نعلم، في أعماقنا، بأننا على قدر هذه التحديات”.
وتابع بالقول: “لقد أثبتم، بصفتكم الروح الشابة في لبنان والحمض النووي لبنيته، أنكم قادرون على التقدم بالرغم من الاضطرابات القائمة، وأثبتم أنكم قادرون على تحويل الأزمات إلى فرص تستفيدون منها، أي بعبارة أخرى، أثبتم صمودكم. ولكن، مهمتكم لا تنتهي هنا. إنّ التحلي بالصمود يساعدنا على تخطي هذا الواقع، إنما علينا أن نتحلّى بالمسؤولية أيضاً. وتكمن إحدى أهم مسؤولياتنا في عدم السماح لمخاوفنا وهواجسنا بأن تمزّقنا، بل يجب أن ننظر إلى وطننا ونقول نحن مسؤولون عن نشر رسالة تهدئة. فلكل منّا دور عليه القيام به ومهمة عليه تحقيقها. لا يجب أن يقتصر دورنا على الانتقاد واصدار الأحكام والتحرك بموجب أفكارنا الخاصة، بل يجب أن يكون دوراً بنّاءً لخدمة وطننا ومحيطنا بأفضل طريقة ممكنة، كل بحسب إمكاناته”.
ثم أضاف: “يأتي هذا التخرج في وقتٍ كل بقعة في العالم تحتاج إليكم، لاسيما لبنان، هذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية والكبير بشعبه. وها هي مسيرتكم قد بدأت للتو. في الواقع، يعتمد العالم عليكم، ليس كونكم أطباء المستقبل في مجتمع تضرر كثيراً من جراء وباء، عرفنا بدايته ولكننا لا نعلم نهايته، بل لكونكم الجيل الشاب الذي يتمتع بالديناميكية والشغف لترك بصمة مميزة ولبناء مجتمع أفضل. خلال مسيرتكم الأكاديمية، أعلم أنكم درستم بجد وقمتم بعمل شاق، وتمكنتم من النجاح في أكثر الظروف صعوبة على مختلف المستويات، ولكنني أعلم أيضاً أنكم تعلمتم دروساً مهمة وتحملتم ما لا يُمكن تحمله وأثبتم أنكم تستحقون النجاح بفضل جهودكم الجبارة”.
وتوجه إلى الخرجين بالقول: “أنتم أصحاب إنجازات مهمة، احتضنوا العالم بأسره بواسطة المثابرة والصمود والحماس نفسه. اسعوا، دائماً، ليكون هذا العالم مكاناً أفضل لمن يحتاج إليكم ومن لا يحتاج إليكم على حد سواء. احرصوا على رعاية الآخرين في كل خطوة تقومون بها. تسلحوا بالتضامن، الذي اتخذناه شعاراً لنا طوال الأزمة الحالية، وليكن غايتكم ووسيلتكم في الوقت عينه. وإنّ الاهتمام بالآخرين والوقوف إلى جانب بعضنا البعض يبقى السبيل الوحيد للمحافظة على كرامة الإنسان وبناء مجتمع أفضل. كونوا من دعاة التغيير وعوامله، كونوا أفراداً يتحلون بالنشاط والصمود في المجتمع ولا تتخلوا أبداً عن سعيكم إلى عالم أفضل”.
وختاماً، توجه إلى أهل الخريجين بالقول: “نتشارك وإياكم اليوم فرحة كبيرة تتمثل بتخرج أولادكم الذين عايشوا فترة صعبة، لكنهم واجهوا وتحدوا ونجحوا وكانوا على قدر التوقعات. إنّ هذه الشهادة ليست مجرد تصديق على مهارات الطلاب وعلمهم فحسب، بل هي تصديق على شجاعتهم وقوتهم وتأكيد على أنهم، بقوة الله، سيتغلبون على التحديات كلها. وأتقدم باسم الجامعة والطاقم الطبي والتعليمي والإداري بالتهنئة للخريجين سائلين الله أن يرافقهم ويباركهم في كل خطواتهم”.
قَسَم أبقراط وتوزيع الشهادات
وجريًا على العادة ألقى رئيس قسم الدكتوراه في الكليّة الدكتور جورج مرعب قَسَم أبقراط، ثم وزّع الأب هاشم ونائبه للشؤون الأكاديمية الدكتور بربر الزغندي الشهادات على المتخرّجين الجدد، ثم التقطت الصورة التذكارية وشرب الحاضرون بعدها نخب المناسبة.