الاتحاد الأوروبي يكافئ خمسة صحافيين فائزين بدورة ٢٠٢١ من جائزة سمير قصير!

 

جائزة سمير قصير لحرية الصحافة

الاتحاد الأوروبي يكافئ خمسة صحافيين فائزين بدورة ٢٠٢١ من جائزة سمير قصير

في ١ حزيران/يونيو ٢٠٢١، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، نتائج الدورة السادسة عشرة من جائزة سمير قصير لحرية الصحافة، خلال برنامج تلفزيوني خاص تمّ بثّه على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال (LBCI). وتحظى هذه الجائزة التي أسسها الاتحاد الأوروبي وما زال يمولها بتقدير واسع النطاق عالمياً، كونها جائزة أساسية من جوائز حرية الصحافة، وأعرق الجوائز الموزّعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج. يُقام حفل تسليم الجائزة سنوياً بمناسبة ذكرى اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير في ٢ حزيران/يونيو ٢٠٠٥ في بيروت، وتخليداً لحياته وقيمه وذاكرته.

شهد هذا العام المزيد من التحديات في مواجهة حرية الإعلام في المنطقة، شملت اغتيالات صحافيين ومفكرين، هجوماً على وسائل إعلامية، واستمراراً في احتجاز وسجن عاملين في القطاع الإعلامي. من خلال الجائزة، يجدد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم الصحافة المستقلة والمعمّقة كأحد العوامل الأساسية لبناء مؤسسات رسمية قوية، شفافة وخاضعة للمساءلة.

وتكافئ هذه الجائزة الصحافيين الذين تميّزوا بفضل جودة عملهم والتزامهم بحقوق الإنسان والديمقراطية. وقد شهدت دورة هذا العام مشاركة ٢٠٦ صحافياً من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس واليمن. وتنافس ٦٦ مرشّحاً عن فئة مقال الرأي، و٨٨ عن فئة التحقيق الاستقصائي، و٥٢ عن فئة التقرير الإخباري السمعي البصري. ينال الفائز في كلّ من الفئات الثلاث جائزة 10 آلاف يورو، في حين ينال كل من المرشحين اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية في كل فئة جائزة بقيمة ألف يورو.

أما الفائزون بالجائزة لعام ٢٠٢١، فهم:

فئة مقال الرأي: يحيى اليعقوبي من فلسطين، من مواليد ١٩٨٩ ومقيم في مدينة غزة. نُشر مقاله الذي حمل عنوان “إياد الحلاق… “فلويد فلسطين” أراد الحياة أيضاً ” في “شبكة قدس الإخبارية” في ١ آذار/مارس ٢٠٢١. وهو يروي حادثة قتل طالب فلسطيني، مصاب بالتوحد، على حاجز إسرائيلي في القدس، وتبرئة الجنود الذين أطلقوا النار عليه.

فئة التحقيق الاستقصائي: سلطان جلبي من سوريا، باحث وصحافيّ استقصائي من مواليد 1979. يحمل تحقيقه عنوان ” تجارة الاعتقال في سجون ومعتقلات النظام السوري” وقد نُشر في موقع “حكاية ما انحكت” يوم ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٠. يوثّق التقرير تجربة ١٠٠ عائلة سورية من ذوي المعتقلين والمخفيين قسرياً في سجون النظام السوري، مع شبكة من العمليات المالية معقدة تدور بين السجون والأجهزة الأمنية والقضائية.

فئة التقرير الإخباري السمعي البصري: للمرة الأولى منذ انطلاق الجائزة، تقاسم الفوز عملان. الأول هو التقرير المشترك للصحافيتين المصريتين هدى زكريا، من مواليد ١٩٩٠، ومنة الله حمدي، من موليد ١٩٧١، بعنوان “معركة الآنسة فريدة”، والثاني للصحافي والمصور التونسي حمادي الأسود، من مواليد ١٩٩٢، بعنوان ” أسرار بن جويرة: دم جديد، كفاح قديم، نضال متواصل”. نشر تقرير كل من هدى ومنة الله في صحيفة “المصري اليوم” في ٨ كانون الثاني/يناير ٢٠٢١، وهو يروي تجربة المدرسة المصرية العابرة جنسياً فريدة رمضان والصعوبات التي تواجهها في محيطها العائلي والمهني وفي المجتمع المصري بشكل عام. أما تقرير حمادي، فنشر في موقع “نواة” في ٥ شباط/فبراير ٢٠٢١، وهو يضيء على نضال الناشطة النسوية التونسية أسرار بن جويرة من أجل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والعدالة والمساواة والإدماج.

 

في هذا الإطار، قال سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف إن “استقلالية القضاء جوهرية من أجل حماية الحريات. يستطيع القضاء القوي والمستقل أن يتابع قضايا التهديد والابتزاز والعنف. وبالدرجة نفسها، تشكل حرية الصحافة حجر أساس للديمقراطية. من خلال جائزة سمير قصير، ندعم صحافيين مستقلين، يفضحون الممارسات الخاطئة ويتمسكون بحرية الرأي والتعبير.”

أما مالك مروة، نائب رئيس مؤسسة سمير قصير، فأكد أن الصحافيين سيتمتعون بالأمان عندما تصبح أنظمة المنطقة منفتحة لتنوع الآراء، وعندما “تتم محاسبة قتلة الصحافيين”. كما حيّى جرأم المتبارين في جائزة سمير قصير الذين أضاؤوا على قضايا غائبة عن الاهتمام العام. وأضاف: “أن يكون ٧٠٪ من المتأهلين للمرحلة النهائية من النساء لمصدر أمل بالمساواة وبمستقل الصحافة في المنطقة”.

وتولّت لجنة تحكيم مستقلة مؤلّفة من سبعة متخصصين في شؤون الإعلام، وباحثين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، من عرب وأوروبيين، اختيار الفائزين. وقد ضمّت لجنة التحكيم هذا العام أميرة الشريف (اليمن)، مصورة صحافية حائزة جوائز عالمية؛ داود كتاب (فلسطين)، مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي ونائب رئيس معهد الصحافة الدولي؛ شدى إسلام (بلجيكا)، كاتبة وخبيرة استشارية في مجالات السياسات العامة والتواصل وأستاذة زائرة في كلية أوروبا؛ كيم غطاس (لبنان)، مراسلة دولية ورئيسة شكبة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج) وممثلة مؤسسة سمير قصير في لجنة التحكيم؛ ماثيو كاروانا غاليسيا (مالطا)، صحافي استقصائي ورئيس مؤسسة دافني كاروانا غاليسيا، التي تحمل اسم والدته، الصحافية الاستقصائية التي اغتيلت في مالطا عام ٢٠١٧؛ محمد ياسين الجلاصي (تونس)، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين؛ ويسبر هويبرغ (الدانمارك)، المدير التنفيذي لمؤسسة دعم الإعلام الدولي.

وللسنة الثنية على التوالي، تم تقديم “جائزة الطلاب” التي منحها ٢٣ طالباً من جامعات لبنان وتونس والجزائر واليمن لأحد المتأهلين. فحصل الطلاب على فرصة الاطلاع على الأعمال المتبارية والتفاعل افتراضياً مع المرشّحين العشرة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية، والتباحث معهم في مضمون مقالاتهم وتقاريرهم. بعد النقاش، صوّت الطلاب لمرشّحهم المفضّل، فاختاروا يحيى اليعقوبي من فلسطين عن مقاله نفسه الذي فاز بالجائزة عن فئة مقال الرأي.

يمكن الاطلاع على المعلومات كافة حول دورة ٢٠٢١ لجائزة سمير قصير لحرية الصحافة، والتقارير والمقالات الفائزة، والسير الذاتية، فضلاً عن المقالات والتقارير لكافة الفائزين في الدورات السابقة على موقع: www.samirkassiraward.org.

قدّمت الحفل الصحافيةُ اللبنانية نيكول الحجل، وقد تابعه الآلاف من مختلف أنحاء لبنان والعالم عبر قناة LBCI، أرضياً وفضائياً، وكذلك عبر صفحات الجائزة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

شاهد أيضاً

بينَ مونتريالَ و بيروتَ

  بقلم الكاتبة حبيبة عبد الستار اديب     عبرتُ من مدينتِي الأنيقةِ  إلى رُبى …