ماجدة داغر تحاضر في مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة في البحرين
الإعلام في زمن التحولات الكبرى
ماجدة داغر تحاضر في مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة في البحرين
الإعلام في زمن التحولات الكبرى
بدعوة من رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، شاركت الإعلامية والشاعرة اللبنانية ماجدة داغر في الموسم الثقافي لهذا العام “محكومون بالأمل” الذي شارك فيه نخبة من الوجوه الثقافية من العالم. ألقت داغر محاضرة بعنوان “الإعلام في زمن التحديات الكبرى: تحديات، دور ورسالة” وذلك في مسرح المركز في منطقة المحرق/ البحرين حيث العديد من البيوت التراثية التي رمّمتها الشيخة آل خليفة وحوّلتها إلى واحة ثقافية تستقطب السياحة التراثية في مملكة البحرين من جميع أنحاء العالم.
حضر اللقاء السفير اللبناني في مملكة البحرين ميلاد نمور، ووجوه إعلامية وثقافية وأعضاء من مجلس أمناء المركز، كما بثّت المحاضرة عبر تقنية البث المباشر لقناة يوتيوب الخاصة بالمركز.
قدّم الإعلامية داغر عضو مجلس الأمناء في مركز الشيخ إبراهيم الإعلامي المخضرم والشاعر القدير والإذاعي العريق في البحرين الدكتور حسن كمال بكلمات تعريف وترحيب بالضيفة وقال:” يسعدنا أن نلتقي بالإعلامية والشاعرة والباحثة ماجدة داغر التي سُعدنا باستضافتها قبل سنوات كشاعرة في بيت الشعر، أما في هذا المساء فإننا نلتقي بها كإعلامية متمرسة تحدثنا عن التحديات الكبيرة التي يواجهها الإعلام ويوجهها الإعلام. التحديات التي تشمل العالم حول كل القضايا البشرية التي تحيط بنا. داغر كباحثة وصحافية كتبت الكثير ومارست عدة أنشطة ثقافية وشاركت في مؤتمرات ولقاءات وقدّمت أوراقاً بحثية، فحازت معرفة واسعة في هذا المجال الحيوي المهم(…).
بعد شكرها وترحيبها بالحضور، بدأت داغر محاضرتها بكلمة وجدانية عن لبنان ربطاً بما شاهدته في المشهد الثقافي البحريني وقالت: ” تذكرت بيروت في ألقها، بيروت لؤلؤة الشرق ومنارة المتوسط والوجه الحضاري والمختبر الثقافي وجامعة العرب ومستشفى العرب ودار نشر العرب والسياحة والثقافة والفنون والجمال، وإذا بي أقارن بما وصلت إليه اليوم. كانت بيروت فرحة بأبنائها، وإذا بها تُفجع من أبنائها وليس من الشعب اللبناني الطيب، بل من حكامها وسياسييها الذين جعلوا لبنان يُحتضر. إنقاذ لبنان في يدهم وهم لا يحركون ساكناً. لذلك هم يدمرون لبنان ويمعنون في قتله لأنهم مجرمون وفاسدون”.
ثم تحدثت عن أبرز التحديات التي تواجه الإعلام اليوم في ظل التحولات الكبرى والعولمة، وعن دوره الرسولي الذي تفتقده المجتمعات اليوم. ومما جاء في كلمتها: “بعيداً عن الدور السلطوي السياسي في الإعلام، نقطةٌ أخرى أساسية ساهمت في إفقاده بعض سطوته الإيجابية، وتتمثل في انحيازه إلى تقديم مواد إعلامية تفتقد للمحتوى المهم والمضمون الهادف، وبالتالي الابتعاد عن المستوى الراقي للمادة الإعلامية، وذلك بهدف الرايتينغ الذي أدخل جزءاً كبيراً من الإعلام في صناعة الاستهلاك والتسطيح والتفاهة، فانقلبت الميم في الإعلام إلى نون ليصير الهدف الإعلان وليس الإعلام برسالته العظيمة”. وتناولت داغر في محاضرتها تأثير الإعلام الرقمي وقالت:” بعيداً عن المركزية الإعلامية، أصبح الخطاب الإعلامي في متناول جميع الناس، يديرونه، يتحكمون بمساره وبالتالي بمصير المتلقّي، خصوصاً أنه يتوجه إلى الشرائح كافة بأذواقها وثقافاتها وميولها وتوجهاتها وتطلعاتها، وأيضاً بقلّة حيلتها عندما يستدعي الخبرُ وعياً معرفياً وثقافياً. إذاً، أصبحت المنابر والمنصات والصفحات مباحةً ومتاحةً للجميع من غير العارفين وغير المتخصصين، ما أشاع فوضى عارمة استطاعت حرف الرسالة الإعلامية عن عمق دورها ورؤيتها الهادفة. وساهم في ذلك شيوعُ مواقع التواصل الاجتماعي وضرورتُها في حياة الفرد المهنية والاجتماعية والسياسية والدعائية والتجارية إلخ…” وتابعت: “عندما تتفلت الصورة الإعلامية من الضوابط والقواعد والرقابة الذاتية المفقودة عند غير ذوي الاختصاص والمعرفة، يصير الإعلام مشاعاً فوضوياً لا مالك له يحميه من الطارئين، ويصير رزقاً سائباً يطأه أيُّ عابر. وهذه الصورة تجعلنا نرى بوضوح الخللَ التركيبي والتأسيسي لمستقبلٍ غائمٍ وغير متوازن (…) وهنا تكمن خطورة عدم إتقان المهنة، أو عدم الالتزام بالقواعد والمعايير والضوابط، وعدم الإلتزام يؤدّي إلى تفكّك المجتمعات، والابتعاد عن القِيم وتكريس الفوضى واللاثقافة واللاوعي المجتمعي، وإرساء لغة تخاطب لا تشبهنا”.
وختمت داغر محاضرتها بمقولة للشاعر والسفير والوزيرٍ الإصلاحي الليبرالي، الدكتور غازي القصيبي: “الإعلام سلاح فعّال، ولكنه ككل الأسلحة ذو حدّين”.
وبعد نقاش مع الحضور، كرّمها مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة بهدية رمزية هي عبارة عن شعار المركز قدّمها لها د. كمال تقديراً لمشاركتها.