طب بيطري خارج حدود العيادة – دخل العالم مرحلة جديدة فرضتها جائحة كوفيد-19 التي غيّرت العديد من المفاهيم وفرضت قواعد تعامل جديدة بين البشر لا يبدو أنها ستنتهي في المدى المنظور وأثرها النفسي سيستمر طويلاً قبل أن يبدأ بالزوال تدريجياً. لم تكن مهنة الطب البيطري بعيدة عن التداعيات السلبية لجائحة كوفيد-19, ورغم سعي الأطباء البيطريين لتعويض فترات الإقفال بشكل أو بآخر إلّا أن الحيوانات الأليفة تأثروا سواء بتأخير اللقاحات أو المواعيد الدورية لمعاينتهم وذلك لخشية أصحابهم من الإختلاط.
رغم سلبيات الجائحة، هناك من شاء تحدّي العوائق والعادات واستنباط الإيجابية من الأزمة بمعالجة الحيوانات الأليفة في أماكن تواجدهم بدل توجههم إلى العيادات البيطرية، ولإلقاء الضوء على هذه التجربة إلتقينا الطبيبة البيطرية ماريا صليبا حداد وكان لنا معها هذا الحوار:
– نبدأ بسؤال تقليدي، لماذا اخترتي مهنة طبيبة بيطرية؟
– الجواب قد يكون تقليدياً أيضاً، لدي شغف منذ الصغر بالحيوانات ليس الأليفة فحسب، بل البريّة أيضاً، وهذا هو السبب الأساسي وقد يكون الوحيد لقراري بدراسة وممارسة مهنة الطب البيطري.
– كيف نشأت لديك فكرة الزيارات المنزلية؟
– لقد عملت لسنوات في عيادة بيطرية اكتسبت خلالها خبرة كبيرة، وخلال جائحة كوفيد-19 حدث خلل كما في جميع المهن والمؤسسات، هذا الخلل سمح لنا باكتشاف أننا نملك وسائل وبدائل عديدة لمزاولة أعمالنا مع إمكانية تطويرها حتى. راودتني الفكرة خلال فترات الحجر والفضل هنا للإنترنت ووسائط التواصل لمعالجة العديد من الحالات من خلال تقنية الفيديو لتشخيص الداء ووصف الدواء، هذا ليس الحل المثالي ولكنه “مشّى الحال”.
– هل تجاوب الزبائن مع فكرة الزيارات المنزلية؟
– لم أكن أنتظر تجاوباً فورياً، ولكن التجاوب كان أفضل مما كنت أتوقع، وهذا يعود بدرجة أولى كما ذكرت سابقاً إلى الشروط التي فرضتها فترات الحجر. أصحاب الحيوانات الأليفة الذين أصبحوا يعتمدون هذه الخدمة وجدوا راحتهم في عدم الإضطرار للإنتقال لاصطحاب حيواناتهم إلى العيادات مع ما يعنيه ذلك من توفير للوقت والجهد ومشقة التنقل خاصة وأن أكثر من ٨٠% من الحالات لا تستوجب العلاج داخل العيادة.
– وماذا عن النسبة التي تستوجب التوجه إلى العيادة البيطرية؟
– عندها على أصحاب الشأن أن يصطحبوا حيواناتهم، وأنا بصدد التعاقد مع عدة عيادات في أكثر من منطقة لتأمين هذه الخدمة في مرحلة لاحقة.
– ما هي الآلية المعتمدة لأخذ المواعيد وكيفية تنسيقها؟
– شكراً لهذه المقابلة وأترك لكِ الكلمة الأخيرة.
– شكراً لك، عندي طلبين لا علاقة لهما بمهنتي حصراً، الأول هو الطلب من الأهالي أن يدركوا أن جلب حيوانات أليفة مسؤولية دائمة وليست فقط تلبية لرغبة الأولاد وبالتالي لا يمكنهم التخلّي عنهم عندما يفقد الأولاد الحماسة فيصبح مصيرهم مشرّدين في الشوارع ويجب التفكير ملياً بهذا الأمر قبل اتخاذ القرار. الطلب الثاني هو في التشجيع على تبني حيوانات الشوارع عوض شراء الحيوانات من المتاجر المختصة، وخاصة في هذه الظروف الصعبة مادياً على الجميع.