برغم أن المسافة التي تفصل بين الجزيرتين ديوميدي الكبرى (أقصى شرق روسيا) وديوميدي الصغرى (داخل حدود الولايات المتحدة) قصيرة للغاية ولا تزيد عن 3.8 كلم، وبرغم وقوعهما في منطقة واحدة، إلا أن فارق التوقيت بينهما يبلغ 23 ساعة! وذلك بسبب خط التوقيت الدولي الذي يمر بينهما، ولذلك يطلق على الجزيرتين اسم جزيرة الغد والأمس على التوالي.
وبسبب الموقع المميز للجزيرتين، يمر خط التاريخ الدولي (IDL) بينهما، وهو خط وهمي يمر عبر المحيط الهادي ويضبط التوقيت الزمني في العالم، لذلك تتقدم جزيرة ديوميدي الكبرى 23 ساعة عن جزيرة ديوميدي الصغرى.
يستطيع سكان الجزيرتين الوصول إلى الأخرى مشياً على الأقدام خلال فصل الشتاء لأن المياه تكون متجمدة، ولكن الفرق الزمني يغيّر الأحداث العادية بطريقة عجيبة، فعندما يكون الوقت عصراً في الجزيرة الروسية يكون أيضاً الوقت عصراً في الجزيرة الأمريكية، لكن عصر الأمس، أي إذا كنت تسكن في الجزيرة الروسية وقررت الذهاب “عصر اليوم 15 إبريل” لزيارة صديق يسكن في الجزيرة الأمريكية سوف تصل “عصر الأمس 14 إبريل”.
كلا الجزيرتين مسطحتين وشديدتا الانحدار، ومعزولتين تماماً بسبب البحر الهائج والضباب الذي يغطيهما خلال الخريف. وفي موسم الشتاء المتجمد، تتحرك قطع من الجليد في المياه المفتوحة فتشكل جسراً جليدياً يربط بين الجزيرتين. في مثل هذه الأوقات يمكن للمرء أن يمشي بين الولايات المتحدة وروسيا. ولكن ذلك لا يجوز لأن عبور مضيق بيرينغ يمنعه القانون.
الجزيرتان كانتا مأهولتين منذ 3 آلاف عام بسكان يوبيك الأسكيمو، وكان أول أوروبي يصل إلى الجزيرتين هو المستكشف الروسي سيميون ديزنيوف في عام 1648. وبعد ثمانين عاما، أعاد اكتشافها الملاح الدنماركي فيتوس بيرينغ بتاريخ 16 أغسطس 1728، وهو التاريخ الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بذكرى الشهيد القديس ديوميد.