بدأت العديد من الدول حملاتها في تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا، وتلقّى اللقاح ملايين من البشر إلى الآن. إلا أن البعض ممن تلقوه قد عانوا من آثارٍ جانبية لبضع ساعات، بما في ذلك القشعريرة والتعب وآلام العضلات والصداع، وأحياناً الحمى، وفقاً للمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض.
وتعود هذه الأعراض إلى التهاب يحدث داخل الجسم أو ما يُسمى استجابة الجسم المناعية للقاح. وبما أنّ 70% من جهازنا المناعي يكمن في الميكروبيوم (مجموع الميكروبات المتعايشة الموجودة في بطانة الأمعاء)، لذا فإن غياب الآثار الجانبية للقاح أو التخفيف منها قد يعتمد على نوعية الأطعمة المتناولة من حيث كونها مضادة للالتهابات وصحية للأمعاء.
في هذا الصدد يعرّفكم “العربي الجديد” إلى الأطعمة المضادة للالتهاب التي ينصح بتناولها قبل تلقي اللقاح وبعده، وكذلك يطلعكم على الأغذية التي يجب تجنبها.
مرق العظام
يُنصح بتناول مرق العظام المطبوخ من لحم البقر أو الدجاج أو عظام الديك الرومي، وخصوصاً بعد تلقي اللقاح، لاحتوائه على مستويات عالية من الكولاجين الذي يساعد في إصلاح بطانة الأمعاء، ما يساعد على الهضم ويهدئ الأمعاء ويقلل من الالتهابات. ووفقاً لموقع HealthLine يحتوي مرق العظام على الأحماض الأمينية (الجلاسين، الأرجينين) التي لها تأثيرات قوية مضادة للالتهابات.
الخضروات الخضراء
تحتوي الخضروات الخضراء مثل السبانخ واللفت والكرنب والبروكلي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الجذور الحرة ومحاربة الالتهابات في الجسم. فعلى سبيل المثال، يحتوي البروكلي على مادة السلفورافان المضادة للأكسدة التي تساعد في الحماية من الإجهاد التأكسدي وتكافح الالتهابات.
الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك
البريبايوتيك هي الألياف المتوافرة في أجزاء الطعام غير القابلة للهضم التي تتغذى عليها البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتُعَدّ مصدر الوقود والغذاء بالنسبة إليها. وتناول الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك مثل الثوم والبصل والكراث والهليون وجذر الهندباء والخرشوف والتوت، يساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وعمل الجهاز المناعي، ويساعد في السيطرة على الالتهابات.
الشاي الأخضر
يعدّ شرب الشاي الأخضر، سواء كان بارداً أو ساخناً، وسيلة ممتازة لإعادة الترطيب والحصول على دفعة من مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الضرر الذي تسببه الجذور الحرة. وقد بينت الدراسات أنّ الشاي الأخضر يساعد في محاربة فيروس كورونا. ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Frontiers، فإنّ لبعض المركبات الكيميائية الموجودة في الشاي الأخضر قدرة على تثبيط وظيفة أحد الإنزيمات الرئيسية في فيروس كورونا، وعندما يفقد هذا الإنزيم وظيفته، يفقد الفيروس قدرته على التكاثر والانتشار في جميع أنحاء الجسم.
سمك السلمون
يعتبر السلمون مصدراً بارزاً لأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تلعب دوراً في تقليل الالتهاب والوقاية من الأورام. ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة Prostaglandins & other lipid mediators ينتج من استقلاب حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) مركبان يساعدان في تقليل الالتهاب (الريسولفين وكالبروتكتين).
التوت البري
يعتبر التوت البري أحد الأطعمة المفضلة التي فضلاً عن غناها بالبروبيوتيك تعد مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة (الفلافونويدات، والأنثوسيانين) التي تساعد في مكافحة الالتهاب، كذلك فإن تناولها يزيد من مستويات السيروتونين (الهرمون المسؤول عن موازنة المزاج).
الكركم
الكركم من التوابل المضادة للأكسدة، وهو ذو خصائص قوية مضادة للالتهابات، حتى أنه أكثر فعالية من الأدوية الشائعة لمكافحة الالتهاب مثل إيبوبروفين والأسبرين. وتشير الدراسات إلى أن الكركمين (المكون النشط في الكركم) لا يحارب الالتهاب فحسب، بل يساعد أيضاً في إبطاء عملية الشيخوخة والوقاية من مرض الزهايمر ويخفف من احتمال الإصابة بالاكتئاب. وينصح بتناوله مع الفلفل الأسود أو الدهون الصحية (كزيت الزيتون) لزيادة امتصاصه والاستفادة منه
دليلك لمعرفة ما يمكن فعله بعد الحصول على التطعيم
الأطعمة التي يجب تجنبها
لا بد من تجنب أو تخفيف استهلاك الأطعمة التي تسبب استجابة مناعية التهابية والتي تتضمن المنتجات المصنعة التي تحتوي على كميات عالية من السكر والكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية (الدهون المتحولة) مثل حبوب الإفطار والمشروبات الغنية بالسُّكَّريات، والأطعمة المقلية، والمعجنات، إضافة إلى الزيوت النباتية، كزيت الذرة وزيت فول الصويا لأنها غنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية المحفزة للالتهاب.
كذلك يجب تجنب الأطعمة التي قد تسبب الحساسية للجسم مثل الدقيق المكرر ومنتجات الألبان والمحليات الصناعية. كذلك فإن اللحوم المصنعة مثل النقانق والهوت دوغ واللحم المقدد واللحوم المدخنة يمكن أن تكون مسبِّبة للالتهابات، لذلك ينصح بتجنب استهلاكها أو التقليل منه.