بري في افتتاح يوم المونة اللبنانية: لتحديث القوانين وإزالة أشكال التمييز عن المرأة لإعطاء الجنسية لأولادها وحقها في المشاركة والمسؤولية والانتاج

نظمت تعاونية “اطايب الريف” بالتنسيق مع وزارة الزراعة اللبنانية في مركز التعاونية في الجميزة بيروت حفل اطلاق “يوم المونة اللبنانية الاصيلة ثقافة غذاء” برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري السيدة رنده عاصي بري وحضور وزير الزراعة غازي زعيتر وممثل الفاو في لبنان موريس سعادة ومدير عام التعاونيات المهندسة غلوريا ابو زيد وممثلة تيار المردة فيرا يمين ورئيسة مجلس إدارة تعاونية أطايب الريف مي طرابلسي وأعضاء مجلس الإدارة والمتطوعات في التعاونية وممثلين ديبلوماسيين وجمعية الشابات المسيحيات ورئيس بلدية عيناتا الارز المهندس ميشال رحمة وممثلون عن جمعيات اهلية واجنبية وتعاونيات زراعية وانتاجية من كافة المناطق الريفية.

وألقت السيدة بري كلمة جاء فيها: “يسعدني التواجد اليوم مع باقة مشرقة من اللبنانيات مدعومات من رجال صدقوا على ما عاهدوا عليه المجتمع اللبناني عنيت به السيد غسان صياح الذي بدأنا العمل معه منذ أكثر من نصف قرن وجميع القيمين من منظمة الفاو وجمعية أطايب الريف.
ويسعدني بشكل مختلف ان اقف على منبر كنت أحلم منذ زمن بعيد أن اقف عليه ان اصل إليه أن اعلن من منبره ان المرأة حاضرة بقوة كانت وستبقى وتكون المرأة اللبنانية التي اطلقت عليها إسم “أم الزلزال” من خلال الإجتياح الإسرائيلي والحرب ايضاً في لبنان بقيت صامدة كالهرم لم تنحنى ولم تسمح للزمن ان يحنيها، وقفت لتمسك بالأسرة اللبنانية ليس فقط تمسك فيها بها كإمكانيات وطنية لكن كانت تصر على التعليم وعلى الثقافة، للحفاظ على التقاليد التي تشكل ثروة المجتمع اللبناني وثقافته.

اما اليوم كيف كافأناهذه المرأة، وتعلمون ان المرأة كانت تمنع الزوج آنذاك وتخرج هي لتحضر كل ما يلزم من ماء ودواء، حتى لا تخاطر ولا تعرضه للخطر لم تكن فقط مؤتمنة على الاولاد، كيف كوفئت في لبنان، كوفئت بإدارة الظهر، بعدم قراءة ما في عيونها، وما في قلبها من حب تستطيع وحدها ان تنشأ سلاماً غير كل السلام الذي يحكي عنه العالم اليوم، لأننا منعناها في ان تشارك في صناعة السلام والامن، شقت طريقها الصعب الى كل هذه المجالات وأحبت من أهملها ومن قسا عليها وعلى مقدراتها، إلا في المؤسسات الأهلية والجمعيات، والحمدالله كثيرة وعريقة في لبنان. التي أمكست بيدها وأمسكت بهذا المجذاف بقوة، وإتجهت نحو المرأة، وليس فقط في لبنان، في القرن العشرين أعلن عن برنامج في الأمم المتحدة بأن القرن 21 سيكون قرن دعم المرأة ويجب ان نوجه الإمكانات والقروض والهبات الى المرأة لأنه في القرون الماضية توجهت كل هذه وسائل بالدعم الى الرجل فكان ان أثقل المجتمع توازنه لأنه كما يقول الرئيس بري دائماً المجتمع الذي لا يعزز المرأة ولا يقدم لها حقوقها يقف على رجل واحدة ويسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة.

بقيت المجتمعات على هذه الحال حتى تنبه العالم لكن هل تنبهنا نحن؟

ربما ما تقدمنا به كان بأوامر من الخارج، كان بتوجيه من المنظمات من الامم المتحدة، وبما فيها حقوق المرأة في الخارج، خوف ممن اصدر هذا القرار الان أعطيت هذه الصورة لأقول ان ما ترونه اليوم وما أراه لم يكن من السهل إنجازه، لأنه في جميع دول العالم هذه الإنتاجية والصناعة موجهة وممولة ومدعومة من الدول، لمواطنيها ولتعاونياتها على الاقل هناك مراحل من التسهيل الزراعي الى المساعدة في البذور تأتي من الدولة، اما في لبنان من الصفر الى المليون، شأنك شأن المواطن الذي اختار بغض النظر عن النتائج والإيجابيات التي نحصل عليها، انا اتكلم عن مواقع لا عن شعارات او قراءات، او عناوين بل تجارب عشناها، وهناك نشاطات خارج لبنان للصناعات اللبنانية في الخارج، لا أستطيع ان اقول ان هذه الاجنحة لا تمثل لا شبعا ولا حاصبيا ولا سهل الخيام ولا سهل البقاع ولا العرقوب. لكن اقول اين هو لبنان، كيف نصدر؟ وسمعتم وسمعنا وشاهدنا ان اسرائيل حاولت ولا تزال سرقة الاطباق اللبنانية منا من المحيط العربي عدا عن انه فن ومن تراث حضاري علينا الحفاظ عليه، ودعمه ودعم المنتجين وصانعيها والدعم من الاصل حماية المياه والارض والتربة وحماية الناس من التعديات على الواقع الزراعي. كل ذلك يؤشر الى اننا لسنا بألف خير، وضع الاصبع على الجرح افضل بكثير من العيش بالمآسي التي نعيشها، نحن نحاول اليوم والحمدلله اصبح لدينا بلديات واعية ملتزمة، في مناطق تحاول ان تساعد وتوجه في هذا المجال، اما عن استراتيجة تمثل وتحقق جزء من احلامنا في بلد يحترم كل المنتجين، خاصة المزارعين، المزارع هو مواطن رقم واحد في المجتمع، والعالم، نتمنى لكن برأي نتخلى عن كلمة نتمنى، بل يجب ان نبحث عن وسائل التحقيق ووسائل الضغط عن وسائل إيقاف هذه السياسة المهينة حتى الان بعد ما مرّ على لبنان عناك اشخاص مزارعين مزارعات يزرعون ويحصدون ويضعون ويضحكون ويبتسمون ويقولون الحمدلله. اي دولة تتمتع بمثل هذه القدرة من الشرف من المواطنة والمواطنين وتهمل إمكاناتهم وقدراتهم ولا تحاول ان تساعد وان تمد اليد لهم لأن المساعدة هنا إجبارية والزامية اتمنى على الحكومة التي لم تتشكل حتى اليوم والكلام بسركم، ما رح يطلع نساء في الحكومة ولانه وهذه الاستراتيجية انا برأيي لن تتغير حتى يصبح هناك 50% من اي حكومة نساء و 50% رجال “حبوا ولا ما حبوا”. ليس انتقاصاً من قدر الرجال أبدأ وبالعكس خدمة لهم لانهم لا يتسطيعوا ان يتابعوا التفاصيل المملة والصغيرة والتي تستطيع المرأة ولها القدرة عليها. الرؤية لا شك مختلفة العلم طبعاً واحد الخبرات متنوعة لكن لدى المرأة رؤية مختلفة متنوعة تشكل عامل تكامل مع رؤية الرجل ودراساته.

هناك قضايا لا تهم الرجل ولا يعيرها اهتماماً وإلا كان مجتمعنا افضل من ذلك، انا وانتم سمعنا ان هناك وزراء واشخاص استلموا وزارة قللوا من شأنها. دلوني على وزارة ليست هامة في لبنان، وإلا لماذا هناك وزارة ليست على قدر من الاهمية، انا اعرف لماذا لأننا لا نقرأ كل ما في مضمون هذه الوزارة وإن لم يكن الوزير قادر ان يغير ويحدث ويطور عمل الوزارة، يكفي انها يعنى بالشأن العام والمواطنين وعلى مساحة لبنان، أي مسؤولية اخطر من هذه المسؤولية! اذن نحن بحاجة لرؤية صادقة، لعمل صادق لمسؤولية نحاسب عليها، من لا ينتج يجب ان يحاسب الان. انا اتكلم لانني في حضرة اخطر مشروع في لبنان، من بندين اساسيين، هما المرأة والامن الغذائي، واصبح متعارف عليه في كل دراسات العالم، بأن المرأة حتى لو كان الرجل هو المزارع او هي المزارعة احياناً هو المدير الذي يحرك الإنتاج والتوزيع والبيع، لكن دائماً في الزراعة فتشوا عن المرأة، اذا لم تكن خلفه كانت امامه او الى جانبه او احياناً هي وحيدة. عشرات الآلاف من النساء في لبنان في خلال وبعد الحرب توجهت الى الزراعة، والزراعة ليست فقط الثمرية والنباتية ، مزارع الدواجن، مزارع المواشي ايضاً من اجل الحرص على اكل لقمة العيش بشرف وكرامة، وهي اسهل الطرق، لأي دولة او نظام يريد ان يبني نظاماً سليماً وارضية سليمة، ولا يحتاج المواطن بالتالي الى التبرع والى الإعاشات دعوه ينتج ينتج ليعلّم ويدفع الاقساط والتكاليف والعلاج والطبابة وانا لا ادري لماذا ليس لدينا حتى اليوم ضماناً للمزراعين مع ان هذا الموضوع يدخل الى الخزينة اموالاً وهو دخل قومي اساسي واصيل. هذا من ناحية حين نتكلم عن الامن الغذائي، نتكلم عن حماية الاجيال والامراض التي تصيبنا اليوم يمكن ان تتحول الى امراض جينية. لماذا نشتري ونستهلك كل ما هو منتج غير لبناني، اضع الف خط تحت هذه الكلمة يجب ان نتحول الى مجتمع لبناني سليم في المعنى الثقافي، وهذا يتطلب الإسراع في توجيه عناية اللبنانيين الى اهمية الالتزام وتعليم الاطفال وانا سعدت بكثير من المنتجات في هذا المعرض التي تصلح للأطفال تحديداً. هناك مواضيع شائكة عديدة ومن هنا اقول وبالمناسبة تحديث القوانين التي تزيل كل اشكال التمييز عن المرأة إعطاء الجنسية لأولادها، سنظل نتكلم ونناضل من اجل هذا الموضوع وهو ليس ذنباً ارتكبته، هي ظروف الحياة، هي اختيارات وحرية شخصية لكن لا تنتزع منها حقوق هي من البديهات. من يربي ومن يحقق المواطنة اكثر من المرأة اي الام في البيت وكيف تمنع إمرأة لبنانية تربي اولادها على الإرث الثقافي والتقاليد والعادات اللبنانية والتواصل مع اصدقائها وجدودها وجذورها، كيف يمنع من هذا التواصل؟

وأضافت: “نحن على مسافة زمنية قصيرة تفصلنا عن احياء اليوم العالمي للمرأة الريفية ، أن اتوجه بتحية حب وتقدير وتهنئة لكل النساء العاملات في أريافنا في الجنوب والبقاع والجبل وعكار وكل لبنان ، اللواتي رسّخن بالقول والعمل والإنتاج ، الدور والموقع الحقيقيين والمحوريين للمرأة في صنع كل ما هو متصل بحياة الإنسان إجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً. ألف تحية لهن في يومهن العالمي والذي نأمل أن يكون يوماً يحييه لبنان الرسمي”

إن اليوم العالمي للمرأة الريفية مناسبة مهمة لأنها المرأة الاصل والاساس في مجتمعاتنا، احترام هذه المرأة واجب وطني عال الشأن جداً، والشكر أيضا” موصول لتعاونية أطايب الريف رئيسة وأعضاء فهم من خلال هذا العمل الإنساني الثقافي التراثي الذي يحمل عنوان “المونة اللبنانية ثقافة غذاء وشغفاً بلبنان وإنتاجه المحلي” يسهمون في إبقاء الإنتباه والبوصلة الوطنية الإنمائية مصوبة بالاتجاه الصحيح

اقول سلمت الايادي واقبل جبين جميع الامهات والفتيات واشكر ايضاً كل الداعمين من الاخوة والازواج والابناء الذين يقدرون هذا العمل الشاق مع انه ليس مرحباً دائماً به في مجتمعاتنا، اذا كان من عمل لدينا لمؤسسات ومنظمات محلية عربية او دولية، علينا التوجه لإحياء وإعادة إنتاج ثقافة الإحترام للمرأة الريفية للزراعة للإنتاج الغذائي من اجل ان يحقق الامن الغذائي.

تخلل الحفل تذوق لمنتجات المونة واطباق لبنانية تقليدية

شاهد أيضاً

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة …