مرتضى أطلق شهر الفرنكوفونية… “تضامن مع اللبنانيين”
أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى، أن “الثقافة أدّت دوراً كبيراً خلال جائحة كورونا وأثبتت أنها كانت سترة النجاة الاساسية للتنمية الفردية والجماعية، كما عكست ترابط المجتمعات ودعمها لبعضها”.
كلام مرتضى جاء خلال إطلاقه اليوم، شهر الفرنكوفونية، في مؤتمر صحافي في قصر الاونيسكو، بحضور سفراء: فرنسا آن غريو، كندا شانتال شاستاني، بلجيكا هيبرت كورمان، سويسرا مونيكا كيركوز، ارمينيا فاهان اتبكيان، المغرب محمد أكرين، تونس بوراوي الامام، المستشارة في السفارة المصرية شيرين الشهاوي، المدير العام للوكالة الدولية الفرنكوفونية جان بول بوليو وممثل رئيس الجمهورية في المنظمة الفرنكوفونية جرجورة حردان.
وقال مرتضى: “أثبتت الثقافة أنها عابرة للحدود عكست ترابط المجتمعات ودعمها لبعضها الأمر الذي لا بد من أن نعمل على تجسيده تعاوناً وثيقاً ما بين مختلف الدول في القطاعات الثقافية المتنوعة. من هنا اصرارنا اليوم على لقائنا بشركائنا الفرنكفونيين تحت شعار التضامن والتعاون كنوع من تحفيز الحركة الثقافية في لبنان لتقديم صورة حضارية مغايرة للواقع المرير من جهة، والتأكيد على التمسك والإنتماء الوطني من جهة أخرى، هي ليست ترفا بقدر ما هي احدى ميزات لبنان الغني بتعدديته وتلاوينه الثقافية”.
أضاف: “إن الفرنكوفونية بمعيارنا ليست في تشاركنا اللغة الفرنسية فقط بل في القاسم المشترك الذي يجمع دولاً ذات ثقافات متنوعة تحمل في طياتها كل معاني الوحدة والتضامن والتعاون واحترام التعددية وحرية التعبير. كما أن احترام التعددية اللغوية، يشكل تحدياً مزدوجاً للبنان، على الصعيدين الداخلي والخارجي، كونه جزءاً من الالتزام الاستراتيجي الذي أخذناه على عاتقنا منذ فترة طويلة للحفاظ على اللغة الفرنسية وتطويرها، كلغة إضافية هدفها إثراء التواصل والانفتاح على الثقافات والمعارف والآداب والفنون”.
وتابع: “في الآتي، بعض النشاطات الثقافية التي تم تنظيمها بالتعاون مع عدد من الشركاء:
إطلاق مباراة بالتعاون مع وزارة التربية لطلاب الصفوف الثانوية لكتابة نصوص حول الفرنكوفونية بعنوان “La transmission de la langue francaise”أو “نشر اللغة الفرنسية”، لمدة 15 يوماً، على أن يتم لاحقاً اختيار النصوص الأفضل ومنح الطلاب الفائزين جوائز تقديرية في احتفال نعلن عنه في حينه.
حفل موسيقي بالتعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى / الكونسرفتوار – فرقة رباعية QUATOR من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية – في المتحف الوطني في 18 آذار 2021 – تنقل بتقنية STREAMING.
لقاء افتراضي للكاتب الفرنكوفوني المحامي ألكسندر نجار مع طلاب الصفوف الثانوية في عدة مدارس رسمية بعنوان “La Francophonie: Lecture et Ecriture” أو “الفرنكوفونية: قراءة وكتابة” في 22 آذار 2021.
ندوة افتراضية تنظمها اللجنة الوطنية لليونيسكو بعنوان “فرنكوفونية الغد” “La Francophonie de demain” في 19 آذار 2021 بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين الفرنكوفونيين.
ندوة افتراضية ينظمها المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل CISH وAGBU بعنوان “الفرنكوفونية في الأزمة الصحية لفايروس كورونا” في 20 آذار 2021 بمشاركة أكاديميين وديبلوماسيين فرنكوفونيين”.
وختم: “على أمل أن تبقى الثقافة حاضنة للجميع، نعاهدكم اليوم أن يبقى لبنان كما كان على الدوام، وفيا لقيمه الخاصة الغنية بالتنوع المجتمعي والثقافي واللغوي والعيش المشترك، معززة بالقيم الفرنكوفونية المتمثلة في الحق بالاختلاف والديمقراطية والحوار السبيل الوحيد لكسر الجمود والخروج من مآزقنا واستعادة الأمل”.
“مساندة وتضامن مع اللبنانيين”
بدورها، قالت السفيرة الكندية: “ككل سنة تحتفل كندا في 20 آذار بيوم الفرنكوفونية، وهذه المناسبة تمكننا من الإحتفاء باللغة الفرنسية. ان الفرنكوفونية الكندية تعكس التعدد الثقافي والتنوع الكندي، ونحن لا نحتفي فقط بالفرنكوفونية كلغة بل بالقيم التي تحملها ومنها الديموقراطية، دولة القانون، الحوكمة، المساواة بين الجنسين، والتضامن واحترام حقوق الأشخاص”.
أضافت: “مشاركتنا في هذه المناسبة هذه السنة وفي ضوء الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان ترتدي طابعاً خاصاً، وتمكننا من ان نعبر من خلال الثقافة عن مساندتنا وتضامننا مع اللبنانيين والتزامنا تجاه شركائنا الفرنكوفونيين بشكل عام. وان سفارة كندا وبالتعاون مع جمعية السبيل التي تدير مكتبة عامة، تعمل من اجل تقديم الفرنكوفونية الى طلاب مدارس رسمية ثانوثة وسيقوم 5 طلاب لبنانيين بكتابة نص من خلال كتاب “لغز العودة” وسيجيب الطلاب على السؤال عن مفهومهم للهجرة”.
اما السفير المغربي فقال: “المنظمة الدولية للفرنكوفونية مساحة تجمعنا حول قيم وتطلعات نعمل عليها من اجل التطور وحقوق الإنسان والتنمية. والمغرب التزم بالمنظمة الفرنكوفونية منذ العام 1981 وهو حاضر في كل فعالياتها من الشبكة الأفريقية للبيوت الفرنكوفونية، الى اتحاد المجالس الإقتصادية والإجتماعية الفرنكوفونية، كما يترأس جمعية وسطاء الجمهورية الفرنكوفونية ويتولى نيابة الرئاسة في لجنة حقوق الإنسان الفرنكوفونية”.
وأشار الى أن “المغرب سيستقبل هذه السنة المؤتمر 59 لوزراء التربية في دول المساحة الفرنكوفونية”.
بدورها، قالت السفيرة السويسرية: “الفرنكوفونية لا تقتصر فقط على اللغة الفرنسية بل تشمل ايضا القيم المشتركة للمنظمة الفرنكوفونية من نشر اللغة الفرنسية والتنوع الثقافي واللغوي ونشر الثقافة والديموقراطية وحقوق الإنسان والسلام، وهذه كلها ايضا من اهداف السياسة الخارجية السويسرية، اضافة الى مساندة التربية والتعليم العالي والبحث والتعاون لخدمة التنمية المستدامة والتضامن”.
أضافت: “هذه السنة وبسبب وباء الكورونا، سننظم لقاءً افتراضياً حول كتاب المؤلف السويسري من اصل لبناني ساري حداد بعنوان “126 دقة قلب لجنيف”، عند السادسة من مساء الثلاثاء 23 الحالي”.
“صعوبات يواجهها النظام التعليمي في لبنان”
من جانبه، قال السفير البلجيكي: “إننا في بلجيكا واعون للصعوبات التي يواجهها النظام التعليمي في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية ووباء كورونا، ولهذا اتخذت الحكومة البلجيكية عدة تدابير منها توسيع نشاطات صندوق تنقل الإساتذة في المغرب ليشمل لبنان وهو يهدف الى تقديم مساعدات مالية من اجل تنقل المنتسبين من الجسم الأكاديمي والعلمي والإداري في مؤسسات التعليم العالي من اجل توطيد سبل التعاون. كما قررت الجامعات البلجيكية تخفيض رسوم التسجيل للطلاب اللبنانيين وجعلها اسوة بالتلامذة البلجيكيين”.
أضاف: “لقد قررت السفارة البجيكية هذه السنة مساعدة طلاب المدراس الإبتدائية الرسمية من خلال شراء كتب بالفرنسية لطلاب من سن 6 سنة الى 12 سنة، وستشمل هذه المساعدة مدرستين رسميتين في أحداهما في الأشرفية والثانية في طرابلس، إضافة الى حفل فني ثقافي سيقام عبر فايسبوك في السفارة في 20 آذار، يجسد التعدد الثقافي الفرنكوفوني”.
العيش معاً”
من جهته، قال السفير الارميني: “إذا كان شعار القمة الفرنكوفونية في ارمينيا هو “العيش معاً”، فإن “العيش معاً” هو الشعار الوجودي للبنان، وليس من المصادفة ان يعيش البلدان لبنان وارمينيا الفترات الأقسى في وجودهما. واليوم هناك مناورات عسكرية تجري في ارمينيا وعلى حدودها بعد حرب غير متساوية من الجانب الأذري والتركي”.
أضاف: “رسالتي واضحة وهي أننا بحاجة اكثر من اي وقت مضى، الى قيم الفرنكوفونية من تسامح وتعاون وسلام واحترام الاخر. وستشارك ارمينيا في هذه المناسبة من خلال مشاركة عدة فنانين ارمنيين في نشاطات متعددة”.
أما السفيرة الفرنسية فقالت: “نطلق معا اليوم الأيام الفرنكوفونية، هذا الحدث الذي قررنا ابقاءه بالرغم من تفشي الوباء، وبالرغم من الأزمة التي يتعرض لها لبنان وحياتكم. نسعى من خلال اجتماعنا في هذه اللحظة التي يعيشها بلدكم الى إظهار رغبتنا في الحفاظ على الاوقات الهامة من الانصات والمشاركة والتلاقي. إنه أيضاً فعل سياسي لأننا عندما نتحدث عن الفرنكوفونية، اللغة الفرنسية، التعددية اللغوية، التنوع الثقافي، الحوار المثمر بين اللغات، نتحدث عن لبنان. نحن نتحدث عن التعددية والتنوع اللذين يشكلان هوية لبنان وتفرده في المنطقة والعالم، لكن الخطر جاثم اليوم في ان يؤدي الانهيار الوحشي الذي يعيشه هذا البلد إلى نزع ما يشكل هويته وأساس استقراره وسلامه”.
أضافت: “في هذا السياق المليء بالتحديات، لا بد لكم من ان تعلموا مدى أهمية الاحتفال بالفرنكوفونية اليوم. ولا أعرف ما إذا كان زملائي السفراء من الدول الأعضاء في الفرانكوفونية سيوافقون على ملاحظتي. على أي حال، هذا هو اقتناعي العميق بصفتي سفيرة لفرنسا، وصلت مؤخرا إلى هذا البلد الشقيق، في هذه اللحظة غير المسبوقة من تاريخه، وفي هذا الوقت من الخطر العظيم. لذا، فإن لإحياء هذه الفرنكوفونية بعدا سياسيا قويا وملموساً لمهمتي في هذا البلد. سأعمل على ذلك، مستمعة إليكم ومعكم، لا سيما من خلال ضمان الاستثمار المستمر والحازم في المجالين اللذين تتجذر فيهما الفرانكوفونية، الثقافة والتعليم، وهما مجالان تستمد فيهما روابطنا الإنسانية والعاطفية قوتها”.
وتابعت: “لأن اللغة الحية هي لغة إبداعية، واللغة الفرنسية التي نتشاركها جميعاً، هنا حول هذه المنصة هي مرادف للخلق والابداع، كما تقول ليلى سليماني الممثلة الخاصة لرئيس الجمهورية الفرنسية للفرنكوفونية “بحق، لكي تكون اللغة مؤثرة، لكي تلهم، علينا أن نبتكر، علينا أن نغني ونكتب ونصنع أفلاما بهذه اللغة”. من هنا استمرار الدعم الذي ستقدمه فرنسا للمشهد الثقافي والفكري اللبناني”.
وختمت: “الثقافة والتعليم أيضاً، لأن إحياء الفرانكوفونية يبدأ من خلال تسهيل وصول جميع اللبنانيين إلى تعليم فرنكوفوني جيد، ستكون أولوية ثابتة. وهكذا اتخذت إجراءات استثنائية لإعادة بناء المدارس المتضررة من انفجار مرفأ بيروت، لدعم العائلات اللبنانية المتضررة من الأزمة لتتمكن من الاستمرار في تعليم أطفالها في المدارس الفرنسية، وللمساعدة في كل شيء. البلد، المدارس اللبنانية، توفير التعليم الناطق بالفرنسية. بهذه الروحية، سأذهب يوم السبت المقبل في 20 مارس اليوم العالمي للفرنكوفونية، إلى القديس يوسف في عينطورة، أقدم كلية ناطقة بالفرنسية في الشرق الأوسط”.
وشدد السفير التونسي على اهمية الفرنكوفونية بالنسبة الى بلاده كـ”مساحة للتبادل والحوار والإبداع”، مؤكدا التزامها بـ”توطيد وتثبيت قيم ومبادىء الفرنكوفونية من تضامن وتنمية وتقارب بين الشعوب والعيش معا والمساواة بين الجنسين والديموقراطية والحرية الدينية، وانطلاقا من هذه الروحية تستعد تونس لإستقبال القمة الفرنكوفونية الـ18 على مستوى الرؤساء في جربا تحت عنوان “الإتصال في التنوع: الرقمنة ناقلة للتنوع والتضامن في المساحة الفرنكوفونية”.
وتحدث عن الإستعدادات التي تقوم بها تونس من اجل استقبال هذه القمة التي ستعقد في 20 و21 تشرين الثاني 2021.
بدورها، أشارت المستشارة في السفارة المصرية الى أن بلادها “عضو فعال في المنظمة الفرنكوفونية منذ العام 1983، واستقبلت في الإسكندرية جامعة سنغور عام 1989. وستشارك في شهر الفرنكوفونية من خلال نشاطات ثقافية مصرية بالتعاون مع #وزارة الثقافة اللبنانية”.
وأخيراً، أبدى مدير الوكالة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط رغبة الوكالة في “إبراز الفرنكوفونية وقيمها الانسانية والثقافية مع التأكيد على طموحها في المساهمة بشكل فاعل في النقاشات الكبيرة على صعيد المجتمع، والإستجابة بسرعة لمطالب الشباب ومساعدتهم في التغلب على التحديات التي تواجههم”.
وقال: “ارتأينا تنظيم فعاليات تتمحور بغالبيتها حول الأدب مع مداخلات ونقاشات استثنائية ومشاركة كتاب فرنكوفونيين كبار، ومن بينها طاولة مستديرة عن الصحافة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط الممارسات والتحديات في 18 آذار، وسلسلة ندوات عبر الإنترنت بعنوان الرحلات الأدبية الفرنكوفونية القريبة من 16 آذار الى 25 منه، اضافة الى طاولة مستديرة حول تحسين قابلية توظيف المتخرجين الشباب من خلال المهارات الشخصية”.