ابساد وبلدية بعبدا اقاما حفلا موسيقيا بعنوان بعبدا تحيي تراثنا برعاية اللبنانية الاولى وحضورها

أحيت فرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في الجامعة الأميركية، حفلا موسيقيا بعنوان “بعبدا تحيي تراثنا”، برعاية اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، وبدعوة من جمعية “تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان “أبساد” “APSAD”، وبالتعاون مع بلدية بعبدا اللويزة، في سراي بعبدا.

حضر الحفل الى السيدة الاولى، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الاعمال نقولا التويني، النائب حكمت ديب، النائبان السابقان دوري شمعون وناجي غاريوس، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، رئيسة جمعية “ابساد” السيدة ريا الداعوق وفريق عمل الجمعية، رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة ألفا Alfa مروان الحايك، رئيس بلدية بعبدا انطوان الياس الحلو واعضاء المجلس البلدي، قائد اوركسترا زكي ناصيف الجنرال جورج حرو، الفنان كارلوس عازار، وشخصيات عسكرية واجتماعية.

شمالي
بعد النشيد الوطني، رحبت عريفة الحفل الإعلامية بسكال شمالي براعية الحفل السيدة عون وقالت: “ان هوية الانسان هي ارضه وتراثه وتاريخه، فهو لا يخلق من عدم، بل هو خلاصة حياة البشرية، والأهم تفاعله مع مجتمعه ومحيطه، وعلى مر السنين استطاع أن يخلق فنا خاصا في كل منطقة وفي كل بلد من خلال الفن والبناء، وخصوصا من خلال الاخلاق التي تحفزه لان يحافظ على تاريخه وبيته، ولا سيما أن البيت القديم يمثل قصة شعر وحب وقصة إنسان بكل بساطة، والانسان الاناني والطماع هو الوحيد الذي يبيع بيته الذي يمثل التراث وتاريخ بلاده، ونلتقي اليوم في هذا الحفل الموسيقي لدعم “جمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان”.

وتابعت: “المشجعة الأكبر ومن موقعها الوطني راعية الحفل، “ع السكت بتشتغل”، وقفت الى جانب الرئيس عون والى جانب اللبنانيين ولم تشتك من الظلم او من البعد او من قلة الوفاء. انها السند الاول لفخامة الرئيس الجنرال “بيي الكل”، لم تأخذ حقها، لانه “واصل”، لاننا منذ زمن، كبارا وصغارا، ممتنون لوجودها ولاننا نعلم ان فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون “مطمن بالو”، لان وجودها يحل الامور المستعصية وع السكت.
السيدة ناديا عون، اللبنانية الاولى، راعية كل القضايا الصعبة وراعية كل شيء يميز لبنان وحامية التراث والتاريخ”.
وبعدها عرض فيلم وثائقي عن تاريخ سراي بعبدا.

الداعوق
والقت السيدة الداعوق كلمة قالت فيها: “أبدأ بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون والسيدة الأولى ناديا لرعايتهم هذا الإحتفال ووقوفهم بجانب جمعيتنا ونشاطاتها دائما”.
كما اشكر بلدية بعبدا لمؤازرتنا في هذا النشاط، وأشكر شركة ألفا بشخص رئيسها السيد مروان الحايك لمساهمته القيمة في إنجاز هذة الأمسية، وأيضا أوركسترا زكي ناصيف وقائدها الجنرال جورج حرو وجميع الموسيقيين والمغنيين، ونشكر فريق عمل الأبساد، وسراي بعبدا، وبلدية بعبدا ورئيسها الأستاذ حلو وفريق عمله”.

اضافت: “يسعدني أن أعتلي هذا المنبر الكريم في هذا الصرح الرائع المثقل بالتاريخ والجمال، لنلقي الضوء على أهمية تراثنا ومعالمنا التاريخية. ان هذه المعالم الأثرية ومعظم أبنيتنا القديمة الرائعة مهددة إذا لم نسع لترميمها، وهي واجب علينا. إنها وقفة ضمير وصرخة استنجاد لكل من يستطيع أن يمد يد العون للبناننا الحبيب: بلد يعاني من شتى الأزمات وحروب متتالية قضت على إمكانياتنا المادية التي كانت أصلا محدودة”.

وقالت: “إن جمعيتنا، وهي أقدم جمعية للحفاظ على التراث: 65 سنة من النشاط، ومع أن إمكانياتنا محدودة، تمكنت من ترميم مبنيين بظرف سنتين: في مشغرة وفي دير القمر. لكن في ظل غياب قانون للمحافظة على أبنيتنا القديمة، نرى صعوبات يومية في سبيل وقف الهدم الممنهج لهذه الأبنية. وهذا يتطلب التعجيل بوضع قانون في هذا السبيل. إن هذا الصرح الرائع يناديكم. هذا القصر يوازي بأهميتة القصر الحكومي وبيت الدين ومن نفس الحقبة التاريخية. واجبنا أن نلقي الضوء على الفن المعماري والتاريخي فيه، على أن نضافر جهودنا لنسعى إلى وضع خطة متكاملة في سبيل ترميم هذا المعلم التاريخي العظيم”.

اضافت: “إن ترميم مبنى كهذا يتطلب تضحيات مادية كبيرة، وفي ظل غياب الإمكانيات، يمكننا أن نحث المؤسسات العالمية ودول لديها الرغبة في مساعدتنا لإعادة هذا القصر إلى ما كان عليه”.

وختمت الداعوق: “إن التراث جزء من الثقافة، والثقافة ليس لها حدود، وهي لغة العولمة تحاور جميع الشعوب بشتى اختلافاتها، هي كالموسيقى، لغة الإلفة والجمال، لغة الرقي والحوار”.

الاسمر
والقت عضو بلدية بعبدا – اللويزة الاعلامية سينتيا الاسمر كلمة قالت فيها: “يغمرنا هذا المساء فرح عظيم لا يوصف، أولا، لوجود صاحبة الرعاية، السيدة الأولى، بيننا، وثانيا، لعودة بعبدا إلى بعبدا، بوجود فخامة الرئيس العماد ميشال عون في حماها، وعودة ذكريات تاريخية تضاف إلى تاريخها المجيد كعاصمة لجبل لبنان القديم، وكعاصمة حالية لمحافظة جبل لبنان، هذه المحافظة التي كانت عبر التاريخ موئلا للقانون والسيادة والحرية والعلم بمدنها وقراها ودساكرها، وثالثا، لعودة بعبدا إلى بعبدا باعادة ما سلخ من نطاقها البلدي، بقرارات إدارية باطلة ومجحفة وكيدية، إلى نطاقها البلدي الطبيعي. وقد تحقق هذا الحلم – الواقع مؤخرا وأخيرا، في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، بعد معاناة إستمرت منذ سنة 1999، وبعد رجعة العدالة إلى لبنان، كاملة وغير منقوصة، ورابعا، لأن هذه السهرة، التي دعت إليها جمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان APSAD، برئاسة السيدة ريا الداعوق، وبلدية بعبدا – اللويزة، تحييها موسيقى وأغنيات، أصبحت من تراث لبنان، تجلت الجمالية والعبقرية الخلاقة فيها، وهي التي أبصرت النور في الخمسينات من القرن الماضي، على نبض مؤلفات شعراء وموسيقيين، منهم الفنان الكبير زكي ناصيف، الذي تحمل الأوركسترا التي ستعزف الليلة إسمه، إلى الأخوين رحباني وفيروز إلى فيليمون وهبه الذي تجلت عبقرية البساطة في ألحانه، إلى وليد غلمية إلى وديع الصافي إلى صباح إلى توفيق الباشا إلى الأخوين فليفل وغيرهم وغيرهم الكثيرين، فبنوا لنا وطنا فنيا مميزا في عالم الموسيقى والأغنية على إختلاف أنواعها، مع إطلالة إستقلال لبنان، شبيه بطبيعة أرضه الجميلة والخصبة والمعطاء، فلمعت أنجما في سمائنا، أضاءت دروب الثقافة والفن في المسرح والموسيقى والأغنية في الشرق”.

وتابعت: “نحن، وإذ نحتفل هذا المساء، شعرا وأنغاما وموسيقى، لا بد وأن نستذكر ما يعانيه إخوتنا أبناء هذا الشرق الحزين، المغلوب على أمره، من ويلات وعذابات وآلام، طالبين لهم الخلاص من هذا الكابوس الجهنمي، الذي يحاول أن يخطف منطقتنا، لرميها في غياهب العتمة والتخلف، وتقديمها لقمة سائغة إلى طغاة العالم وتجاره الفاجرين”.

وشكرت الاسمر “باسم رئيس بلدية بعبدا اللويزة، وأعضاء مجلسها البلدي، وباسمي الشخصي، كل من أسهم وسيسهم في إنجاح هذه السهرة، بدءا بصاحبة الرعاية، وعناصر جيشنا البطل، والقوى الأمنية وشرطة وحراس بلدية بعبدا – اللويزة، ومنظمي هذه السهرة الذين عملوا جاهدين على إنجاحها، ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي لأستقبالنا في هذا المبنى، المصنف تراثيا، والذي ستسعى بلدية بعبدا – اللويزة إلى إعادة تأهيله مع الأدارات المعنية ومع جمعية APSAD التي تولي هذا الأمر، مشكورة، أولوية في برامجها المستقبلية”.

الحايك
ثم تحدث الحايك، وقال: “أبدأ بالثناء على APSAD والنشاط والهمة اللذين يميزان ريا الداعوق المؤتمنة على رسالة نوعية وسامية، هادفة الى ابقاء ذاكرتنا الثقافية والمعمارية متقدة وحاضرة، من خلال رفع الوعي في ضرورة الحفاظ على الأبنية التراثية. 100 فرد ينتمون الى APSAD قولا وفعلا، مؤتمنون هم كذلك على مهمة وطنية تجند لها عالميا آلاف مؤلفة، مهمة حماية الذاكرة، حيث لا وطن بلا ذاكرة، ولا رابط شعوبيا من دونها”.

اضاف: “لا غرابة، والحال هذه، ان تكون ألفا في طليعة الداعمين لحماية ارثنا الوطني، ارث الأجداد وكنز الاحفاد. صحيح ان هذا النوع من المبادرات قادر على صنع بعض الفرق نظرا الى ان اي فرد او جمعية غير قادر على التصدي لوحده لمثل هذه المهام الجسام التي تتطلب اموالا باهظة وقرارا رسميا بورشة على مستوى الوطن، لكن هذا الفرق الصغير يغني ويسهم في رفع الوعي وحض الشركات القادرة على التكاتف والتعاضد مع الجمعيات الأهلية وغير الحكومية بغية المشاركة في هذا السعي”.

وتابع: “بالأمس كنا معا، سيدة ريا، في مشغرة مع اعادة ترميم منزل الأيقونة زكي ناصيف وتحويله متحفا ومركزا لتعليم الموسيقى، واليوم في سراي بعبدا الذي بلغ هذا العام سنته ال 243 والذي يحكي قصة وطنية عاطفية ويعكس تاريخ وطن وقيم اهل منطقة عرفت على الدوام بالعنفوان والبأس والشدة والكرامة، وهي رمز من رموز هذه الجمهورية وسيادتها”.

وختم: ” APSAD تعود بنا الى الزمن الجميل، الى الموسيقى الراقية والمعبرة، تلك التي لا تخدش اذنا او حياء، والتي في الوقت عينه هي هادفة، بمعنى انها ترمي الى تحقيق غاية وطنية تتفوق على اي اعتبار اخر. لذا لا مبالغة اذا قلنا ان رسالة APSAD ينبغي ان تكون ثقافة حياة لكل لبناني يؤمن بحقه في العيش بكرامة في وطن يحترم ذاكرته وارثه، فيبني ونبني معا المستقبل في هديهما. الحفاظ على التراث والبيئة والموارد الطبيعية غنى، لا بل في صلب عمل دول تحترم الإنسان قيمة وجوهرا. وتشويه التراث والبيئة تشويه للوطن، للتاريخ، للهوية، لا بل هو جريمة بحق الوطن يفترض ان يعاقب مرتكبه تماما كما يعاقب كل قائم بجنحة او جناية.
شكرا APSAD على هذه المساحة السنوية وهذه المحطة الجميلة والراقية التي تحيي الروح والذاكرة”.

درع تذكارية
ثم قدم درع تذكارية الى السيدة الاولى تقديرا لعطاءاتها وتضحياتها.

وختاما، قدمت فرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في الجامعة الاميركية بقيادة العميد جورج حرو ومشاركة الفنان كارلوس عازار والكورال اغنيات: نزلت تتنقل، طلوا حبابنا، خدني معك، سألتك حبيبي، عندك بحرية، غريبين وليل، نسم علينا الهوى، على بالي، حبيتك تنسيت النوم، لما بدى يتثنى، عاشقة الورد، وحياتك عالغالي، بكتب اسمك يا بلادي وراجع يتعمر.
ثم شرب الحضور نخب المناسبة.

شاهد أيضاً

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة …