الحمار والطبيب

نادي بقطر
يكتب
حينما طرق الباب ……وصوت المنادى ينادى بصوت مرتفع ويقول.. إبراهيم السيد …. إبراهيم السيد الفرجاني . هنا أدركت أني المراد ……..
قمتُ من الداخل مسرعًا نحو الباب لأفتحه مسرعًا فأجد عم فتحى البوسطجى المعروف ببلدتنا وبيده ظرف لونه بيج، هذا اللون المميز للمراسلات الحكومية، ولسان حاله يقول: مبروك يا ابنى هذا جواب ترشيحك الخاص بالجامعة.
وفى لهفة وجدتنى آخذ الجواب من يده ويداى تتسابق لفتحه وعيناى تقفز بين السطور التى
على الورقة الصغيرة لأصل إلى الكلمة التى طالما حلمت بها ، وكانت أمنية أبى وأمى وأنا أيضًا وهى كلية الطب .
قرأتها بصوت مرتفع أكثر من مرة ، وهنا وجدت عم فتحى الذى ما زال واقفًا عند الباب يقول: ألف مبروك يا إبراهيم أصبحت بلدنا بها اثنين بكلية الطب أنت ومرقص بن صمويل أفندى، دخلتم نفس الكلية، وبعدها قال أذهب الآن إلى الحاج السيد الفرجاني إبراهيم والدك لأبشره.
وأخذ ما يجود به مثلما أخذت من صمويل أفندى، وهنا استدرت لأدخل إلى غرفتى وبمخيلتى
مجهود الثانوية العامة، وكم من المواد والحفظ لقوانين ونظريات وقواعد وغيرها من حشو
يتطلب حفظها وقتًا كثيرًا جدًا، وهذا ما كان يميزنى عن أقرانى فى قدرتى على الحفظ دون أن
أعترض على عدم فهمى لكل هذا مما أحفظه حتى أننى حفظت أغانى كثيرة دون أن أعرف معانى
كلماتها …أو أحاول فهمها … وهنا تنهدت وحال لسان فكري يقول: أخيرًا سأرتدى البالطو الأبيض المميز للأطباء … وأكون … وأكون … حلم بداءت أتحسسه….ربما اصبح مثل كبار الاطباء ودكتور مشهور لاجوب العالم ……
ولم يقطع هيامى وخيالى والصمت الذى أنا به غير صوت الحمار القادم نحو بيتنا من عند أبى من الأرض الزراعية التى لا تبعد عن منزلنا سوى خمسة كيلو مترات مسافة ليست بقليلة ، لكن حمارنا العزيز الذى يعمل فى صمت يحفظ الطريق جيدًا، فيوميًا يذهب مرتين بين البيت والأرض الزراعية لوحده محملاً بأشياء مختلفة دون أن يفقد الطريق من قدمه منذ سنوات، وهو يحفظ هذا العمل دون أن يعترض أو يحاول أن يفهم ما يحمله

شاهد أيضاً

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة …