نادي بقطر
يكتب
اختلف المؤرِّخين في تحديد زمن حدوث هذه القصة … وتباينت الآراء فيما يحدد مكان وزمان وآخر يختلف .. وآخر له رأي عكسي واخر …وإن كانت العهده على الراوي وإن كانت متكررة هنا وهناك.. الان ومن قبل مع اختلاف الشكل.
فالراوي هنا هو شيخنا المحبوب من الكافه وصاحب الرأي السديد لأهل قريتنا المطلة على جبل شاهد على أحداث وأزمنة وأناس حتى نحن…………………
أقوال مأثورة للشيخ تُعدُّ نبراسًا للبعض كمنهج لحياته.
كان للشيخ مجلسًا يوميًا مع مريديه تحت النخلات لنستظل بها ونطعم من كلماته وحكاياته ونحن صامتون واليوم جلسنا قبل الميعاد المعتاد ليحدثنا شيخنا ونحن دوائر حوله … وبعد أن رفع كوب الشاي وتحسس ذقنه …بدأ يقص أقصوصته لنا ونحن الأذان الصاغيه لمعلم نتشرب من فمه ما يجود به.……………………………..
وقال … كان هناك صبي له من الذكاء وحسن المظهر والوسامه الكثير
طموحه لا يحده إلا قرص القمر وكثيرًا ما كان يقف أمام المرآة … وللحظ بدأصغيرًا في العمل في البلاط الكبير ذو الحدائق الواسعة ومريديه من أصحاب العمم وكبار التجار وأهل الحكم وكل مراد له ولا يدخله إلا عِلية القوم والخدم أيضًا ومن هنا دخل كأحد الخدم، وكل من يره يطلق عليه اسم من الجميل لجماله إلى النبيل لقرب وسامته من النبلاء إلى المجتهد الي الوديع الي … إلى… إلى…..يوميًا يكون أول من يستيقظ للعمل بكل نشاط ليثبت نفسه ويزداد رقيًا بين رؤسائه وثقة القادة الكبار ليعمل الكل في خدمه صاحب الكرسي …الحاكم صاحب البلاط لكن هذا الرتم البطيء لا يروق له …ومن هنا بدأ في الوشاية على هذا وذاك كانت صحيحة أو خطأً، المهم التقدم نحو الحاكم ولا يهم الصحبة.. وأصبح له مساعديه مثله أصحاب دسائس ووشايه.
ولا ينسى الراوي أن يحتسي رشفة شاي تلو الأخرى…….ونحن بلا حراك
هدايا له ومنه للأعلى منه …خدمات له ومنه ابتسمات لا تبرح فمه ويكمل الشيخ. ..شب صبيًا وأصبح شابًا ثم رجلاً ..رجلاً بلا صفات الرجوله فقط على الورق ويقترب ويقترب إلى دائره الحاكم إلى أن أصبح قاب قوسين أو أدنى للحاكم ……..
واختير أن يكون الخادم الخاص للحاكم والخاص له ..وله فقط عجبًا نجح في البلاط ويزهو بنفسه بعد أن أصبح بقربه من مركز قرص الشمس، له المال والقدرة والسلطة ولم ينسَ رفع زبانيته حوله ليحاط بهم فشهوة قلبه هي الكرسي، نعم الكرسي ولما لا ….وسحره بالقلب والعقل أيضا.
وترك أذنه للمشاع ..حفلات له وللحاكم ظلم يظلم ما دام يحقق له المراد .. ليجد من يساوره في كل شيء وكله بثمنه وأصبح له مجلس من منافقيه وترك له الحاكم بعض الأمور ثم أمور أخرى وهكذا بدأ الخراب ….خراب وهنا تملكته فكرة أن يكون هو صاحب الكرسي أو حتى الكرسي نفسه لما له من يد عليا في الأمور
ليتصارع مع بقايا الإنسان ويقرر الذهاب إلى شيخ العطارين ويستحضر منه عشب سام ويضعه في المأكل للحاكم …ليسقط الحاكم من على الكرسي ميتا ….ويقفز سريعًا على الحكم، لكنه لا يرضى بالكرسي هذا بل يريد كرسي له مواصفات خاصه واستحضر أنواع من الخشب الأرز والبلوط وبعضًا من الأروالمثمنه ولم ينسَ التخلص من شيخ العطارين فالطريق مفرش بالدم لمن يقترب من الهدف وأخذ من الصبايا البيض ممتلئ القوام حسنات المظهر وركب البحر مع أعوانه لأعماق القارة الأفريقية أيام وأيام وعصابات على الممر المائي إلى أن وصل حيت يريد ورسا على احدى ضفافه ويترجل إلى زعيم القبيله ويعطيه العديد من نساء وخمر ودخان ازرق ويطلب منه بعض من أحجار نادرة وعقيق وزمرد ومرمر وغيره من ألماظ وما ارتفع ثمنه وقل حجمه ويرجع ويترك النساء له ويعود منتصرًا، ويضع كل هذا من أخشاب وأحجار، وذهب أمام شيخ النجارين ورجاله ويعطيهم مال وفير ليصنعوا له كرسي لم يصنع من قبل ولن يصنعه أحد مرة أخرى أيام تمر عليه كالدهر ليظهر الكرسي في أبهى صورة من الخيال تجسد كرسي مرصع، وعلى حجم جسمه هو فقط حتى أنه كافئ النجارين بقطع يدهم حتى لا يُصنع كرسي آخر مثله حتىتملك الكرسي عليه وليس العكس ….وهنا قال الشيخ عجبًا إنه صرخ عند مولده وإن كنت أشك ولم ينسى صاحب الكرسي أعوانه ليرفعهم نحوه ..ويحدد احتفالات مدتها ثلاثة أيام بالكرسي ليراه من يحددهم، وكان الموعد في بهو البلاط والأنوار في كل مكان ودخان هنا وخمر هناك ورقص في الأركان ولم ينسَ الملزات والمأكولات مع المشوي من خرفان ودعوته لكل كبار المدينه والمدن المجاورة له وتلاشى القمر مع تللؤه ..واصبح القصر الؤلؤه وسط ظلام دامس .الكل ينظر للكرسي في تعجب وممنوع اللمس وهو محاط برجال اشداء حتي الهمس ممنوع لقلوب خفقت لكلمه حق امام طاغيه له انياب ولليل نهايه.. وعند الهزيل الرابع من الليل والكل ما بين سكيرًا أو راقصاً واكلاً أو مدخنًا ما يحسه مزاجًا ومذاقًا وتمايل في الأركان أنوار ومصابيح ذهبية تتلائل ……وهنا …طرق طارقًا الباب طرقةً واحدةً وهنا تسمر الجمع مكانهم وسقطت الكؤس وصمتت الأصوات والغناء ليذهب صاحبنا إلى الباب وهو مرتعش ويفتح للطارق فيجد الواقف أمامه يقول.. القاضي العادل يريدك الآن …….وقبل أن ينظر للكرسي سقط مكانه ليتوارى الجمع من حوله خروجاً ويتركوه وحيدًا وحيدًا بلا حارك فقط حوله الغربان بأصواتها ويصبح البلاط خرابًا شاهدًا على صاحبه قبل أن ينظر للمرأة مرة أخرى وللوقت تركنا شيخنا إلى الصحراء خلف الجبل ونحن صامتون وحال كل منا يريد كرسي له ….. ولم نتعظ. ويستمر كلا منا يسير حول كرسيه بلاه نهايه
متوهمين ان للدائره نهايه الا قليل القليل منا……………..