!قلبي في آرتساخ اليتيم
نقولا ابو فيصل
منذ 10-11-2020 تاريخ الاتفاق الذي وقعته أرمينيا بحبر من الدم، والذي قضى بسلخ أراضي آرتساخ الغنية بالكنائس والاديار والمواقع الاثرية والدينية الارمنية عن إقليم ناغورنو غراباخ الارمني وتسليمه الى اذربيدجان حسبما قرر العراب الروسي، وأنا أشعر بنار تأكلني من الدخل.
اليوم تحديدا أتخيل كيف ترك الارمن منازلهم في أرمينيا الغربية سنة 1915 في كيليكيا وغازي عنتاب وفان وكل مدن ارمينيا الكبرى.
اليوم بت أفهم كل سطر كتب في التاريخ الأرمني والشعور بالخيبة يملؤني.
اليوم قلبي وقلب كل مَن أحب آرتساخ يعتصر حُرقة بعد خسارة معركة استمرت 44 يوما سطّر فيها الآلاف من شيبها وشبابها وشاباتها بطولات من الشهادة.
آرتساخ جنة الله على الارض. نعم، فقد زرت تلك الاراضي المقدسة برفقة السفير غارو كبابجيان.
ما شعرت به في شوشي وغزانتشوتسوت حيث جمال الجبال الخضراء الأبيّة ما بعده جمال، سيبقى معي دائمًا .. شعور لا يمكن وصفه بالكلمات .. شعور تعيشه .. بل شعور يتملكك .. وها هو اليوم يتفجّر ألمًا صامتًا وغاضبًا في آن. ولعلّ تلك الجبال مألومة مثلي على فراق أحبّة لم يبخلوا يومًا في ريّها بدمهم.
على مدى ست سنوات تلقيت عشرات الدعوات لزيارة آرتساخ ولم ألبي الا دعوة الصديق غارو.
لم أغرم بمكان في أرمينيا الحبيبة كما فعلت بعدما زرت هذه الارض المقدسة في آرتساخ الى حدّ أن قلبي بقي هناك.
اليوم أغمض عيني وأتذكر كل دقيقة عشتها في ستيباناكيرت قبل سنة وثلاثة أشهر حيث التقيت الرئيس باكو ساهاكيان ووزير الخارجية ماسيس ماليليان ووزير الصناعة والتجارة ليفون كريكوريان الذي زارني في زحلة كما فعل رئيس الحكومة كريكور مارتوريسيان الذي زارني هو الاخر والتقى أساقفة زحلة
أماكن كثيرة لن أنساها مثل ساحة تيغراناكيرت ومضيق هونوت. وقد وعدت نفسي بالعودة مرة ثانية والمكوث مدّة أطول.
لا أعرف ماذا أقول. ألمي كبير بشكل لا يطاق … ألالم يأكلني من داخلي لاني لم أزر آرتساخ هذا العام بسبب فيروس الكورونا. كم أتمنى أن أحتضن كل كنيسة وكل شجرة وكل صخرة .. كم أتمنى أن أملأ عيني بتلك الجبال وأمشي في شوشي، على الأقل للمرة الأخيرة.
يا آرتساخ اليتيم، ماذا فعلوا بك
لم يبق أمامك كما دائمًا إلا أن تكون أقوى وأقوى من أي وقت مضى. اليوم تريد روحي من حيث هي في آرتساخ وشوشي أن تنظر في وجه هذا العالم غير العادل لمرة أخيرة، وتصرخ: إغفر لهم يا آرتساخ لأنهم..يعرفون ماذا يفعلون