ألقت السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في الاجتماع الرفيع المستوى بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للمؤتمر الرابع المعني بالمرأة / بيجين+25، وذلك عبر تقنية الفيديو.
واستهلّت السيدة عون كلمتها وقالت :“في خضمّ كلّ ما عشناه هذا العام، أدركنا عمق المصاعب التي تعيشها المرأة.
المرأة التي قبل 25 عامًا في بكين، حلمت بالمساواة. وهي لا زالت إلى يومنا، يراودها الحلم ذاته.
ينعقد اجتماع اليوم تحت عنوان “التّسريع بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء والفتيات”. وهنا السؤال، كيف يمكننا التّسريع فيما لا تزال المساواة بين الجنسين مفقودة، والفجوة عميقة.“
وتابعت:” عالمياً، أدّت جائحة COVID-19 إلى تفاقم جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة، وتبدلَّت الأولويات لدى العديد من الدول على حساب المرأة وحقوقها. نجتمع اليوم، للتذكير بأن المساواة بين الجنسين هي أولوية إنسانية غير قابلة للمساومة“.
وأضافت:” في لبنان، كان هذا العام صعبًا، إذ واجهنا ولا نزال، تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى.
وفي 4 آب، شهد مرفأ بيروت انفجاراً مأساوياً، دمّر عاصمتنا، وأودى بحياة ما يقارب مئتي شخص، وجرح الآلاف.
في هذه المناسبة، أحيّي إقدام اللبنانيات واللبنانيين الأبطال، في مواجهتهِم لهذه الكارثة. فمنهم من فقد حياته لمساعدة الآخرين، ومن بينهم المسعفة سحر فارس، الشابة الشجاعة التي تحدّت الأنماط الاجتماعيّة، من خلال عملها في فوجِ إطفاء بيروت.
كما لم يتوان الكثيرون عن مواجهة الخطر لنجدة سواهم، من أمثال الممرضة باميلا زينون، التي أنقذت ثلاثة توائم حديثي الولادة بعد لحظات من الانفجار. ولن أنسى مئات الشابّات والشباب، الذين هبّوا فور وقوعِ الكارثة، إلى مدّ يد المعونة للعاصمة.“
واعتبرت أن “إقدامنا الشجاع للتغلب على النكسات التي تواجهنا، يحدّد هويتنا، لا النكسات بحدّ ذاتها. فالواقع المجحف بحقوق المرأة، لن يضعف إرادتنا، ونحن قادرون على تحقيق المساواة.“
وأكدت أن الدولة اللبنانية، التزمت وستبقى ملتزمة، بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 حول “المرأة والسلام والأمن“، وبأهداف خطة التنمية المستدامة 2030، وبكافَّة التوصيات الأمميَّة.
وختمت:” مشاركتنا اليوم، هي لتجديد وعد قطعناه بالمحافظة على مكتسبات ما حقّقناه منذ بكين، والتزام بتحقيق المساواة الناجزة بين الجنسين.
كلّ منّا اتّخذ طريقًا مختلفاً للوصول إلى هنا … وكلّ منّا سيواصل سيره على طريقته. وفي النهاية، ما سوف يبقى هو أنّه حاولنا، وعندما ترك الأمر لنا، أنجزنا!“.
إشارة إلى أنه من أبرز ما نتج عن مؤتمر بيجين في العام 1995، التأكيد على أنه ينبغي التعامل مع قضايا المرأة بوصفها قضايا مجتمعية أساسية تعني المجتمعات والحكومات وليس فقط النساء، وتوصيات هذا المؤتمر تلهمالتوجهات التي تعتمدها الدول في مبادراتها الرامية إلى النهوض بأوضاع النساء والفتيات وتحقيق المساواة.