شركات عالميّة تمهّد الطريق لمستقبل واعٍ بيئيًا

يمثّل النموذج التقليدي للمستهلكين المهتمين بالبيئة، والتي تتعارض اهتماماتهم مع منتجات بعض الشركات العالميّة الساعية لتحقيق الربح خطاً تقليدياً من التفكير آخذ في التلاشي ببطء. وهذا التزايد في “الوعي الأخضر” عند شريحة واسعة من المستهلكين بات يحفّز الشركات العالمية، خصوصًا تلك الساعية إلى ضمان استدامة أعمالها وصناعاتها على المدى الطويل، نحو اتخاذ إجراءات تحويلية في مسار صناعاتها وطبيعة منتجاتها. إنطلاقًا من ذلك، بدأ العالم يشهد علاقات تعاون جديدة نسبيًا إلى حد ما بين الشركات المحلية والعالمية من جهة، ومنظمات دولية من جهة أخرى، بهدف تحفيز الشركات على اعتماد ممارسات صديقة للبيئة.

واجهت أكبر سلسلة مطاعم للوجبات السريعة في العالم في الثمانينات من القرن الماضي ضغوطاً كبيرة لتقليل العبوات المستخدمة والنفايات الناتجة عن صناعاتها. ولم تكن الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة هذه المشكلة مدعومة من جانب سلسلة مطاعم الوجبات السريعة وحدها، بل تم تشكيل إطار تعاون مع صندوق الدفاع البيئي الذي عمِل على القضاء على أكثر من 300 مليون رطل من مواد التعبئة، مما أدى في نهاية المطاف إلى تقليل نسبة نفايات المطاعم بنسبة 30 في المئة، وبالتالي مساعدًا سلسلة المطاعم هذه على توفير 6 ملايين دولار سنويًا.

وعلى صعيد آخر، شكّلت إحدى الشركات التكنولوجيّة العملاقة في مجال محركات البحث إطارًا تعاونيًا، بهدف جمع كميات هائلة من بيانات صور الأقمار الصناعية لتشكيل منصة استخدام جديدة عبر الإنترنت. وهذه المعلومات التي يمكن للجمهور الوصول اليها، تساعد على تقديم نظرة معمّقة بشأن النظم الإيكولوجية المائية في مناطق مختلفة حول العالم، وبالتالي تلهم البلدان المجاورة للعمل معًا للحفاظ على مواردها المائية، ومن ثم منع الخسارة في المستقبل.

نظرًا إلى أن قضايا الاستدامة وحماية البيئة قد تجاوزت الحدود منذ مدة طويلة، وهي الآن تتسلّل إلى صناعات مختلفة، فقد لا يكون مفاجئًا للكثيرين أن تجد عدد من السلطات التشريعيّة الرائدة في العالم وشركة فيليب موريس انترناشونال (PMI) أرضية مشتركة لصالح المدخنين البالغين في جميع أنحاء العالم. يتمثل الموضوع الأساسي هنا في جهاز “آيكوس” IQOS الذي قامت شركة فيليب موريس انترناشونال بتطويره وتسويقه حديثًا، وهو منتج ثوري يعمل عن طريق تسخين التبغ بدلاً من حرقه. ويجسد هذا الأخير، الذي يمثل بديلاً من المُحتمل أن يكون أقل ضررًا للمدخنين البالغين الذين ينوون الاستمرار في إستهلاك منتجات التبغ، رؤية شركة فيليب موريس الجريئة في ريادة مستقبل خالٍ من الدخان، ما يتماشى مع النهج المتقدم لعدد من السلطات التشريعيّة الرائدة في العالم بتحفيز وتشجيع الابتكار التكنولوجي لتطوير منتجات من المحتمل ان تكون أقل ضرراً للمستخدمين وللبيئة.

وقد أثبتت الأساليب التقليدية للضغط والسيطرة التي تطبقها الحكومات للتحكم في الأضرار البيئية مراراً وتكراراً أنها محدودة التأثير، وأخفقت في بعض الأحيان في الوصول إلى التخطيط البيئي والصحي العام على المدى الطويل. وبدلاً من ذلك، ومع تعزيز التعاون المتبادل ورعاية الابتكار التكنولوجي في مجالات الأعمال التجارية، عملت البدائل الإيكولوجية على اجتذاب الشركات في جميع أنحاء العالم نظراً لتأييدها من قبَل المستهلكين والمنظمات الدولية على حد سواء، بهدف ضمان مستقبل أفضل ومستدام للأجيال القادمة.

شاهد أيضاً

محافظ البحر الأحمر يستقبل السفيرة الأميركية لبحث أوجه التعاون المشترك وفرص الاستثمار السياحي والتنموي

محافظ البحر الأحمر يستقبل السفيرة الأميركية لبحث أوجه التعاون المشترك وفرص الاستثمار السياحي والتنموي المحافظ: …