حدود الاعلام الرقمي هو السماء…المستقبل له هناء حمزة

‎أذكر ذلك اليوم جيدا عندما اجتمعنا في غرفة الاخبارلنناقش الاستعداد للعمل خلال أزمة كورونا , الفيروس الجوال كان في بدايته لكن أنفنا الصحفي وحسنا الاعلامي جعلنا نستشعر الخطر الذي يحمله التنين الى العالم ..كنا نراقب ووهان وكان جليا ان العالم سيتحول الى نسخات من ووهان بسرعة صاروخية وان علينا ان نتحرك ايضا بسرعة صاروخية لنواكب الحدث ..
‎ماذا لو أصيب فريقنا بالفيروس السريع الانتشار ؟ كيف سنتصرف؟ كيف سنعمل؟ كيف سنقدم لمشاهد القناة ما ينتظره منا وكيف سنحمي الفريق؟؟
‎سنعمل من البيوت…انها الخطة البديلة التي تشرفت باعدادها واشرفت على تنفيذها مع فريق عمل فاقني حماسة وشجاعة ومثابرة وجدية وابتكار…
‎لم نهدأ ..كورونا رفعت الادرنالين في أجسامنا عاليا .لم نعد نفكر الا كيف نتحدى هذه الفيروس وننتصر عليه فنحافظ على صحة الفريق من جهة ونقدم التغطية التلفزيونية الجديرة بمشاهدينا من جهة اخرى..
‎تحولت البيوت الصغيرة الى استديوهات والموبايلات الشخصية الى كاميرات وأصبح المذيع هو نفسه المعد والمخرج والمصور ومهندس الاتصالات..
‎تجربة لم أشهد مثلها خلال 25 عاما من عملي في الاعلام ..خبرة أشهر قليلة تضاهي ال25 عاما, ومتعة نجاح ممزوجة بدموع وتعب وغصات العزل والحجر وارهاق العمل من البيت وكم الكمامة لأنوفنا وأفواهنا وتعابير وجهنا.
‎حلو بحجم المر..سعادة بحجم الحزن…مشاعر مكبوتة خلف كمامة تنفجر بالخيبة حينا والانتصار حينا ..تجربة كان يجب أن يكون هناك من يوثقها لحظة بلحظة…انها تجربة العمر ..غرفة أخبار تعج بالحركة والضوضاء تتحول الى اجتماع جاف على زوم .. استديو كبير حديث يتحول الى زاوية في بيت …وشاشة كبيرة تتحول الى شاشة صغيرة ..الهاتف المحمول أصبح اهم من التلفزيون والنجاح يكمن في حسن استخدام وسيلة الاعلام لميزات هذا الجهاز الصغير.
‎لكل عمل تحدياته في زمن كورونا صحيح, الا ان للعمل التلفزيوني تحديات مختلفة تماما ..لا يمكن ان تقف مكانك لحظة عليك ان تستمر بالجري, أن تكون على قدر الحدث ..لا يجب أن تتعب, لا يجب ان تخضع للعقبات , عليك بالابتكار والمثابرة ومواكبة العصر …عليك ان تجد الحل لكل عقبة وان نتحدى كورونا بمهنتك, بوعيك, ببعد نظرك وقبل كل شيء بترابط الفريق وتعاضده ..ان بونديغ كورونا لا بونديغ مثله ولا قبله ولا بعده ..بونديغ وخبرة وتجربة يجب ان تستثمر بشكل صحيح في المستقبل …في رؤية العمل واسلوبه ..
‎الاعلام التلفزيوني بعد كورونا لن يكون مثل قبله ..الاعلام بشكل عام لن يكون كما قبله ..جهاز الهاتف المحمول أصبح مصدر المعلومة , مصدر الخبر وشاشته الصغيرة أوسع من شاشة التلفزيون …انه العالم الجديد…العالم الرقمي والاعلام الرقمي..السماء هي حدوده والمستقبل له ..العالم كله اصبح افتراضيا, رقميا كيف بالاعلام ؟؟؟
‎الرقمي اولا ..هو شعار اي مؤسسة اعلامية تقرأ تجربة كورونا بشكل صحيح وتستشرف المستقبل بشكل جيد…
‎كيف يستطيع الاعلام ان يواكب العصر وان يحسن استخدام شاشة الهاتف المحمول ومميزاته هو التحدي..
‎ويبقى الاهم في الابتكار والقدرة على بث الروح في شاشة المحمول الذي سيكون عليه ان يكون اول من يخلع الكمامة ويكشف عن تعابير وجهه .

‎إعلامية لبنانية مقيمة في الامارات

شاهد أيضاً

أنا محاربة بقلم: – دعاء نعيم…!

أنا محاربة بقلم: – دعاء نعيم لا نحتاج لمن يهدينا الورود ولا يوم يكفينا، حاربت …